المهدي)، روى فيه حديث الأئمة الاثني عشر وبشارة النبي صلى الله عليه وآله بالإمام المهدي وأنه من ذرية علي وفاطمة عليهما السلام، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله قوله: (لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا). انتهى.
ومما يدل على أن الوصية بالعترة حذفت من خطب حجة الوداع: أن الكلام النبوي الذي هو جوامع الكلم، له خصائص يتفرد بها.. منها أنه يستعمل تراكيب معينة لمعان معينة لا يستعملها لغيرها، فهو بذلك يشبه القرآن. وتركيب (إني تارك فيكم.. ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي) خاص لوصيته للأمة بالقرآن والعترة، ولم يستعمله صلى الله عليه وآله في غيرهما أبدا.. ولذلك عندما قال لهم في مرض وفاته: إيتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا.. فهمت قريش أنه يريد أن يلزم المسلمين بإطاعة الأئمة من عترته بشكل مكتوب، فرفضت ذلك بصراحة ووقاحة! وقد روى البخاري هذه الحادثة في ستة أماكن من صحيحه!!
كما روت مصادرهم أن عمر افتخر في خلافته، بأنه بمساعدة قريش حال دون كتابة ذلك الكتاب!!
وعليه، فإن ورود هذا التركيب في بعض نصوص خطب حجة الوداع للقرآن وحده بدون ذكر العترة، يخالف الأسلوب النبوي في تعبيره المبتكر للوصية بهما معا.. خاصة وأن الترمذي وغيره رووهما معا!
وستعرف ما يؤكد ذلك من أحاديث بشارة النبي لأمته في خطبة عرفات باثني عشر إماما بعده، ومن تأكيده على الكتاب والعترة في خطبة الغدير.