وقبلي وطبقي.. وكان يحكمه (قانون الغلبة والقوة) فالغالب على حق دائما سواء كان حاكما، أو قبيلة، أو فارسا، أو صعلوكا!! فما دام استطاع أن يقهر الآخرين، أو يغزوهم ويقتلهم ويسرق أموالهم، أو يغصبها منهم عنوة، أو يحتال عليهم بحيلة.. فهو على حق!
فجاءت تشريعات الإسلام لتلغي ذلك كله، وتعلن تساوي الناس أمام الشرع والقانون، وتحرم كل أنواع الاعتداء على الحقوق الشخصية، وتؤسس احترام الإنسان وكرامته وملكيته. وقد كان لهذه التشريعات والتوجيهات النبوية، تأثير كبير على مجرى احترام الإنسان وماله وعرضه ورأيه في حياة النبي صلى الله عليه وآله.
أما بعد وفاته فنلاحظ هبوط هذه القيم والقوانين هبوطا حادا بعد النبي صلى الله عليه وآله.. وأن أكثر الناس احتراما للإنسان وحرياته المشروعة، هم عترة النبي وأهل بيته الطاهرون، ثم الأقرب منهم فالأقرب!
فعلي عليه السلام هو الحاكم الوحيد بعد النبي صلى الله عليه وآله الذي لم يجبر أحدا على بيعته، ولم يستعمل قانون الطوارئ أو الأحكام العرفية، ولا أي قانون استثنائي حتى مع خصومه والممتنعين عن بيعته، بل حتى في حروبه! مع أنه ابتلي بثلاثة حروب استوعبت مدة خلافته كلها!
بينما استعمل أبو بكر وعمر قانون الجاهلية في القهر والغلبة في السقيفة ضد الأنصار، وهموا بقتل سعد بن عبادة! ثم هاجموا الممتنعين عن بيعتهم وهم مجتمعون في بيت علي وفاطمة عليهما السلام، مع أنهم في عزاء بوفاة النبي صلى الله عليه وآله! وهددوهم بإحراق البيت عليهم إن لم يخرجوا ويبايعوا! ولما تأخروا عن الخروج أشعلوا النار في الحطب، وأحرقوا الباب!!