لو كان المتكلم عن الصحابة غير الرسول صلى الله عليه وآله لقالوا عنه إنه عدو للإسلام ولرسوله يريد أن يكيد للإسلام عن طريق الطعن في صحابة الرسول! ولكن المتكلم هو.. الرسول صلى الله عليه وآله بعينه.. بنفسه.. وكلامه ليس اجتهادا منه ولا رأيا رآه، حتى تقول قريش إنه يتكلم في الرضا والغضب، وتزعم أن كلامه في الغضب ليس حجة.. بل هو وحي نزل عليه من رب العالمين!!
إنها حقيقة مرة.. ولكن هل يجب أن تكون الحقيقة دائما حلوة كما نشتهي.. وأن يكون الحق دائما مفصلا على مزاجنا، مطابقا لموروثاتنا؟! وماذا نصنع إذا كانت أحاديث الصحابة المطرودين، المرفوضين، الممنوعين من ورود الحوض مستفيضة في الصحاح، وهي في غير الصحاح أكثر.. وكلها تصرح بأنه لا ينجو منهم إلا القليل أو مثل همل النعم!!
قال الجوهري في الصحاح: 5 / 1854: (والهمل بالتحريك: الإبل التي ترعى بلا راع، مثل النفش، إلا أن النفش لا يكون إلا ليلا، والهمل يكون ليلا ونهارا. يقال: إبل همل وهاملة وهمال وهوامل. وتركتها هملا: أي سدى، إذا أرسلتها ترعى ليلا ونهارا بلا راع. وفي المثل: اختلط المرعى بالهمل. والمرعى الذي له راع).
لكن السؤال هو: لماذا طرح الرسول صلى الله عليه وآله موضوعهم في حجة الوداع؟!
وجوابه: أن الله تعالى أمره بذلك فهو لا ينطق عن الهوى، ولا يعلم من نفسه ما سيفعله أصحابه من بعده، ولا بحالهم يوم القيامة!!