مقصوده هنا لا يمكن أن يكون الأبوة النسبية وولاء الرق المعروفين، بل مقصوده أبوته المعنوية للأمة وولاؤه وولاء أهل بيته الطاهرين!
والدليل البسيط على ذلك: أن جميع الفقهاء يفتون بقبول توبة الولد إذا هرب من أبيه وادعى لنفسه والدا آخر، ثم تاب من فعلته.. كما يفتون بقبول توبة العبد المملوك إذا هرب من سيده ولجأ إلى شخص وادعى أنه سيده، ثم تاب ورجع إلى سيده.. بينما الشخص الملعون في كلام النبي صلى الله عليه وآله محكوم بكفره مصبوب عليه الغضب الإلهي إلى الأبد! (فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا)، والصرف هو التوبة، والعدل الفدية، وقد فسرتهما الأحاديث الشريفة بذلك.
بل صرحت بعض الأحاديث بكفر من يفعل ذلك وخروجه من الإسلام! كما في مجمع الزوائد: 4 / 232: (عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الايمان من عنقه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح خلا خالد بن أبي حيان وهو ثقة). ونحوه في سنن البيهقي: 8 / 26، وكنز العمال: 5 / 872. وفي كنز العمال: 10 / 324: (من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه. أحمد عن جابر). وفي / 326: (من تولى غير مواليه فليتبوأ بيتا في النار. ابن جرير عن عائشة). وفي / 327: (من تولى غير مواليه فقد كفر. ابن جرير عن أنس). وفي 16 / 255: (ومن تولى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله على رسوله. ش). انتهى.
كما ورد في مصادر الفريقين أن هذا الحديث كان مكتوبا في صحيفة صغيرة معلقة في ذؤابة سيف النبي صلى الله عليه وآله، الذي ورثه لعلي عليه