قال فسكت طويلا حتى أردنا أن نكلمه، قال وجعلت زينب تلمع علينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه، قال ثم قال: إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس! ادعوا لي محمية (وكان على الخمس) ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب، قال فجا آه فقال لمحمية: أنكح هذا الغلام ابنتك (للفضل بن عباس) فأنكحه، وقال لنوفل بن الحارث أنكح هذا الغلام ابنتك فأنكحني، وقال لمحمية: أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا. قال الزهري ولم يسمه لي). انتهى.
وأورد القصة أيضا برواية ثانية وفيها: (ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا إلى محمية بن جزء، وهو رجل من بني أسد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الأخماس). انتهى. ورواه أحمد في مسنده: 4 / 166، وأبو داود: 2 / 28 وقال النووي في شرح مسلم: 7 / 179: (قوله صلى الله عليه وسلم: إنما هي أوساخ الناس، تنبيه على العلة في تحريمها على بني هاشم وبني المطلب وأنها لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ. ومعنى أوساخ الناس أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم، كما قال تعالى: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها.. فهي كغسالة الأوساخ)!
وقال ابن حجر في فتح الباري: 3 / 280: (قال بن قدامة لا نعلم خلافا في أن بني هاشم لا تحل لهم الصدقة المفروضة كذا قال... وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: الصدقة أوساخ الناس، كما رواه مسلم).
وقال في فتح الباري: 5 / 150: (قال ابن بطال: إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يأكل الصدقة لأنها أوساخ الناس، ولأن أخذ الصدقة منزلة