والجواب: أنه لم يكن إعلان النبي في حجة الوداع هو المرة الأولى التي أفهمهم هذه الحقيقة الاسلامية المرة عليهم! فقد روت مصادرنا أنه أفهمها لزعماء قريش مرات قبل حجة الوداع، وبلغهم هذه اللعنة..!!
منها: عندما كثر طلقاء قريش في المدينة، وصارت أجواؤهم ضد بني هاشم كتلك التي كانت في مكة، وزاد تناغمهم مع المنافقين وعملهم ضد أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، حتى أنهم كانوا في مجلس في السكة فمر بهم أحد بني هاشم فتحدثوا في أمرهم، وبلغت الجرأة بزعيمهم أن يقول: (إنما مثل محمد في بني هاشم كمثل نخلة نبتت في كبا: أي مزبلة) فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فغضب، وأمر عليا أن يصعد المنبر ويجيبهم!!
فقد روى في بحار الأنوار: 38 / 204: عن أمالي المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن ابن عقدة، عن موسى بن يوسف القطان، عن محمد بن سليمان المقري، عن عبد الصمد بن علي النوفلي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة قال: لما ضرب ابن ملجم لعنه الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، غدونا نفر من أصحابنا أنا والحارث وسويد بن غفلة وجماعة معنا، فقعدنا على الباب، فسمعنا البكاء فبكينا، فخرج إلينا الحسن بن علي فقال: يقول لكم أمير المؤمنين: انصرفوا إلى منازلكم، فانصرف القوم غيري فاشتد البكاء من منزله فبكيت، وخرج الحسن وقال: ألم أقل لكم: انصرفوا؟ فقلت: لا والله يا ابن رسول الله لا تتابعني نفسي ولا تحملني رجلي أنصرف حتى أرى أمير المؤمنين عليه السلام. قال: فبكيت، ودخل فلم يلبث أن خرج، فقال لي: أدخل، فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء، قد نزف واصفر وجهه ما