السلام.. فقد رواه البخاري في صحيحه: 4 / 67، ومسلم: 4 / 115، و 216، بعدة روايات، والترمذي: 3 / 297. وغيرهم... وقد أكثروا من روايته لأن الراوي زعم فيه على لسان علي عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله لم يورث أهل بيته شيئا من العلم، إلا القرآن، وتلك الصحيفة المعلقة في ذؤابة سيف النبي! وأن فيها لعن الله من تولى غير مواليه!!
أما في مصادرنا فالحديث ثابت عنه صلى الله عليه وآله في خطب حجة الوداع، وهو أيضا جزء من حديث الغدير.. ففي بحار الأنوار: 37 / 123: عن أمالي المفيد... عن زيد بن أرقم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم يقول: إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، لعن من تولى إلى غير مواليه، الولد لصاحب الفراش وللعاهر الحجر، وليس لوارث وصية). انتهى. ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا: 2 / 63، وروى نحوه في / 186، عن بشارة الإسلام.
فنحن في هذا النص النبوي أمام عقوبة إلهية مشددة، لا تصلح إلا لحالات الخيانة العظمى كالارتداد، ولا يعقل أن يكون الاسلام شرعها لولد جاهل دعا نفسه لغير أبيه، أو لعبد مملوك أو مظلوم، دعا نفسه لغير سيده!
فالأبوة هنا أعظم من الأبوة النسبية، وهي أبوة النبي وآله لهذه الأمة.. والولاء هنا ولاء النبي وآله الطاهرين، وهو أعظم من ولاء العبد لسيده.. فالذي يناسبه الحكم المشدد هو من خرج على هذه الأبوة والولاية.. لا تلك!
والسؤال هنا: إذا لم يفهم أتباع قريش هذا الاعلان النبوي في حجة الوداع فهل فهمته قريش.. وهل تفاجأت به؟!