لغضب فاطمة ويرضى لرضاها) وفي صيغة أخرى (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها). والحديث من ناحية السند مفروغ عنه.. فلا يوجد أحد من أهل الجرح والتعديل تردد في تصحيحه.. حتى رأس النقاد السنيين وإمام المدققين عندهم شمس الدين الذهبي، صححه بلفظ (إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)!!
ترى هل فهموا ماذا رووا وما كتبوا... وأن معنى هذا الحديث أن فاطمة لها مقام العصمة.. نعم مقام العصمة.. لكنها ليست كعصمة يعقوب وعصمة ويوسف، ولا كعصمة موسى وعيسى.. بل ولا كعصمة إبراهيم.. عليهم السلام.. عصمة.. وصلت إليها فاطمة وحدها، هي العصمة التي هي من شأن النبي الخاتم صلى الله عليه وآله..!
إن الرب ليغضب لغضب فاطمة ويرى لرضاها.. وسؤالنا للفخر الرازي هو: إذا لم تكن فاطمة معصومة من الخطأ، ومعصومة من الهوى.. فإن أقل انحراف في رضاها وغضبها عن نقطة الحق المستقيمة.. يوجب قهرا أن يتعلق رضا الله تعالى وغضبه بالباطل..!! وعليه.. فإنه بحكم البرهان تكون الصديقة فاطمة وصلت إلى ذلك الأفق المبين، واتخذت منزلا في ذلك المقام المكين.. هناك حيث كل العقول تتعطل عن العمل..
ليس الوقت الآن وقت بيان ما هي العصمة.. المسألة هنا فوق العصمة.
أرجو أن تنتبهوا.. ما هي العصمة؟ العصمة أن يصل الانسان إلى مستوى يرتفع غضبه ورضاه عن حد الحيوانية ويصل إلى حد العقلانية.. ثم لابد أن يعبر عن حد العقلانية إلى حد الربانية.. فيكون رضاه رضا الله وغضبه غضب