الامام الحسين في ذلك الوقت كان في سن يستطيع أن يمشي.. لكن لأمر ما خرج النبي صلى الله عليه وآله بهذه الصفة.. محتضنا الحسين.. آخذا بيد الحسن يجره إلى جانبه.. لاحظوا تعبير النص بدقة..
النبي في الأمام محتضنا الحسين، آخذا بيد الحسن.. وخلفه فاطمة الزهراء..
وخلفها علي بن أبي طالب..
إنه نفس النبي الذي قال فيه الله تعالى (وما ينطق عن الهوى).. وهي آية ليست عادية.. فالذي لا ينطق عن الهوى.. لا يفعل عن الهوى.. إنه نفس النبي الذي يقول فيه الله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).. إنه نفسه الذي سنته ليست فقط قوله.. بل سنته فعله.. سنته تقريره.. وكل حركاته وسكناته سنة.. كل أطواره وأحواله سنة.. وكل ما يرتبط بمقام (فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى)!! إنه خلاصة العالم.. وإنه النبي الخاتم.. وجوهر الوجود، والشخص الأول في عالم الكون..
إن شخصا من هذا النوع.. النظرة الواحدة منه عالم من الحكمة.. وكل عمل منه ربيع ملئ بالمعرفة.. وعندما يكون هو في المقدمة وفاطمة خلفه وعلي خلفهما.. فهذا عمل له معنى.. ومعناه: أن فاطمة هي البرزخ بين النبوة الكبرى والولاية العظمى.. معناه أن فاطمة فيها جنبة القطب والمحور..
ولها موقع المركزية بين مقام الوحي الأعظم وتبليغ الوحي.. وبين مقام تفسير الوحي.. فأمام فاطمة النبي وتبليغ الوحي.. ووراءها تفسير الوحي..
هذه فاطمة الزهراء.. هذه مجهولة القدر عند جميع العوالم.. هكذا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المباهلة.. فماذا كان التأثير، وماذا حدث؟