وفي هذا اليوم عندما خرج آخذا بيد فاطمة الامرأة الفريدة في العالم.. قال: من عرفها فقد عرفها... ومن لم يعرفها فليعرفها.. لاحظوا كيف قدمها النبي صلى الله عليه وآله للأمة.. وعرفهم مقامها درجة درجة..
إن لكلام النبي صلى الله عليه وآله في أنفس مستمعيه وقارئه جاذبيات خاصة متنوعة.. في المرتبة الأولى قال: بضعة مني.. لاحظوا كلمة بضعة.. ثم انتقل من التنزل إلى الترفع إلى المرتبة الثانية فقال (وهي قلبي الذي بين جنبي)..
وعندما يقول النبي (أنا) فالأنا هنا غير كلمة بدني.. البدن مضاف وضمير المتكلم مضاف اليه.. فهنا تعابير خاصة.. بضعة مني.. وهي أبلغ من بضعة من بدني.. وقلبي الذي بين جنبي غير قلبي.. إنها قلب بين جنبي الشخص الذي (إنيته) مبدأ ومنشأ كل الفضائل البشرية.. (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين).. قلب إنسان بهذه الصفة.. معناه أنه لو أخذت مني فاطمة.. فسأبقى بدنا بلا روح!
هذه الامرأة.. إلى أين وصلت حتى بلغت مقاما كهذا.. صارت قلبا بين جنبي علم وعمل.. فجنب النبي الأيمن علم.. وجنبه الأيسر عمل.. علم.. عنده تتلاشى كل علوم الأنبياء! وعمل.. عنده تتلاشى كل أعمال الأولياء.. والقلب الذي بين هذين الجنبين.. هي الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام!! هنا يتضح سر النص الحديث القدسي في النبي والعترة: (هم فاطمة وأبوها.. وبعلها وبنوها)!
سيدتي ما ذا فعلت حتى صرت المحور والقطب؟!
سيدتي ما ذا فعلت حتى صرت قلب عالم الوجود؟!