قال ابن الأثير بعد إيراده الخطبة: هذا الحديث أكثر ما يروى عن طريق أهل البيت, وإن كان قد روي عن طرق أخرى أطول من هذا وأكثر. والمحقق الفاضل عزاه إلى غريب الحديث لابن قتيبة: 1 / 590، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 211 و 249 و: 6 / 43 وقال: أنظر الفائق للزمخشري: 4 / 116، وبلاغات النساء لابن أبي طيفور ص 16، ولهذه الخطبة الغراء مصادر وفيرة, إليك منها: كتاب فقيه من لا يحضره الفقيه للمحدث الشيخ محمد بن علي المعروف بالصدوق - ت 381 ه، وانظر شرحه المسمى روضة المتقين للمجلسي الأول - ت 1070 ه، وعلل الشرائع للصدوق أيضا. والشافي في الإمامة للسيد الشريف المرتضى علي بن الحسين - ت 436 ه، ودلائل الإمامة للطبري محمد بن جرير بن رستم - ت 310 ه، وكشف الغمة للأربلي - القرن السادس، والطرائف من مذاهب الطوائف لابن طاوس الحلي علي بن موسى بن جعفر - ت 664 ه، والاحتجاج على أهل اللجاج للطبرسي - القرن الثامن. ونثر الدر للآبي. وتنتهي أسانيد الرواية إلى عدد من الرواة, منهم زينب الكبرى بنت علي وفاطمة، والحسين الشهيد، والباقر عليهم السلام، وابن عباس، وعبد الله بن الحسن المثنى، وعائشة بنت أبي بكر. وقد انتخبنا النص من طبعة الدكتور الطحان في أصل ما نقدمه هنا, إلا أنا أكملناه بما يلزم من المصادر الأخرى, واضعين المضافات بين الأقواس تمييزا لها, ونسأل الله أن يتقبل من الجميع ما يقدمه إلى الحق والعلم من خدمات إنه قريب مجيب.
الخطبة الأولى: في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله قالت زينب بنت علي بن أبي طالب: لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر على منعها حقها من فدك, لاثت خمارها واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تجر أدراعها، وتطأ ذيولها، لا تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وآله, حتى دخلت على أبي بكر، وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم. فنيطت دونها ملاءة، فجلست ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء والنحيب، فارتج المجلس، ثم أمهلت هنية حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم وسكنت روعتهم، افتتحت