للدين، والعدل تنسيقا للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا أمانا من الفرقة، والجهاد عزا للإسلام، والصبر معونة على استيجاب الأجر, والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبر الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة، وتوفية المكائيل والموازين تغييرا للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة، وترك السرقة إيجابا للعفة، وحرم الشرك إخلاصا له بالربوبية.. فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. وأطيعوا الله في ما أمركم به ونهاكم عنه، فإنه قال إنما يخشى الله من عباده العلماء. فاحمدوا الله الذي بعظمته ونوره ابتغى من في السموات والأرض إليه الوسيلة, فنحن وسيلته في خلقه ونحن آل رسوله، ونحن خاصته، ومحل قدسه، ونحن حجة غيبه، وورثة أنبيائه.
أيها الناس: أنا فاطمة وأبي محمد صلى الله عليه وآله، أقولها حقا عودا وبدءا، ما أقول إذ أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل سرفا ولا شططا. لقد جاء كم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فإن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزي إليه صلى الله عليه، فبلغ النذارة صادعا بالرسالة، ناكبا عن سنن المشركين، ضاربا لأثباجهم، آخذا بأكظامهم، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يفض الهام ويجذ الأصنام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، وحتى تفرى الليل عن صبحه، وأسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وهدأت فورة الكفر، وخرست شقاشق الشياطين،