هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، بدارا زعمتم خوف الفتنة! ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين.
هيهات منكم؟ وأين بكم؟ وأنى تؤفكون؟! وكتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة، وزواجره قاهرة، وأوامره لائحة، وأدلته واضحة، وأعلامه بينة، قد خلفتموه وراء ظهوركم!! أرغبة ويحكم عنه تدبرون؟ أم بغيره تحكمون؟! بئس للظالمين بدلا.. ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين.
ثم لم تلبثوا بعد اجتهاد إلا ريثما سكنت نفرتها، وأسلس قيادها، ثم أخذتم تورون وقدتها، وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء أنوار الدين الجلي، وإهماد سنن النبي الصفي، تسرون حسوا في ارتغاء، وتمشون لأهله وولده في الخمر والضرآء، ونحن نصبر منكم على مثل حز المدى، ووخز السنان في الحشا! وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا ولاحظ! أفحكم الجاهلية تبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون!! بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته!
إيها معاشر المسلمين, أأبتز إرثيه؟ يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبيه؟ لقد جئت شيئا فريا! جرأة منكم على قطيعة الرحم ونكث العهد, أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول: وورث سليمان داود. وقال في ما اقتص من خبر يحيى بن زكريا عليهما السلام إذ قال: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب.
وقال: وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله. وقال: يوصيكم الله