* قال العاملي: قامت خطة الحزب القرشي في الانقلاب على النبي صلى الله عليه وآله يوم وفاته.. على الختل، والإرهاب! فقد اغتنموا فرصة انشغال بني هاشم بجنازة النبي، وداسوا مبدأ الشورى الذي رفعوا قميصه فيما بعد، وسارعوا إلى سقيفة بني ساعدة حيث ينام سعد بن عبادة مريضا.. وتمكنوا من شق صف الأنصار فاتفقوا مع بعض زعماء الأوس المنافسين لسعد الذي هو رئيس الخزرج، وأخذوهما معهم إلى السقيفة.. وهناك اكتفوا بحضور بضعة عشر نفرا من مجموع المسلمين، ويعد مناقشة أولية لموضوع الخليفة، سارع أبو بكر إلى ترشيح عمر أو أبي عبيدة، فرداها عليه وصفقا على يده، ثم صفق على يده بعدهما الأوسيان!! فأعلنوا بذلك أن البيعة تمت لأبي بكر، وهجموا على سعد وهو مريض وداسوا بطنه وكادوا يقتلونه، لولا أن دفعهم عنه أولاده، وحملوه إلى بيته!!
وهكذا اتخذ الحزب القرشي سقيفة بني ساعدة مقرا له، وتركوا جنازة النبي، واشتغلوا ثلاثة أيام في إقناع الأنصار ببيعة أبي بكر، فكانوا يزورونهم في أحيائهم ويعقدون معهم الجلسات، ويحذرونهم من غزو قريش للمدينة إذا هم أصروا على المطالبة ببيعة علي بن أبي طالب أو سعد بن عبادة!