شيئا، لا أجده الآن! فقال قائل الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش.. فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف فقلت أبسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعته الأنصار، ونزونا على سعد بن عبادة، فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة!
قال عمر: وأنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر! خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا، فإما بايعناهم على ما لا نرضى، وإما نخالفهم فيكون فساد. فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين، فلا يتابع هو ولا الذي بايعه، تغرة أن يقتلا!). انتهى. وكلامه الأخير فتوى بوجوب قتل أصحاب بيعة الفلتة، كبيعة هم!!
(انطلق بنا إلى الأنصار.. فانطلقا يتعاديان...)!!
وكان هذا آخر عهد أبي بكر وعمر بجنازة النبي! ومعهما عائشة وحفصة!! أما لماذا ذهبا إلى سقيفة بني ساعدة، فلأن سعد بن عبادة زعيم الأنصار مريض، وهو نائم في تلك السقيفة التي هي محل استقبال سعد لأنها قرب بيته وحوله على العادة بعض الأنصار، فهو أفضل مكان لبيعة أبي بكر وإعلانها!! قال ابن كثير في السيرة: 4 / 491: (قال الامام أحمد... توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه في صائفة من المدينة قال فجاء فكشف عن وجهه فقبله وقال: فداك أبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا، مات محمد ورب الكعبة. فذكر الحديث قال: فانطلق أبو بكر وعمر يتعاديان حتى أتوهم، فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله من شأنهم إلا ذكره.. الخ.). انتهى.