يعلن أحد من بني هاشم استجارته بالقبر ويقيم عنده حتى يلبي طلبه، كما هي عادة العرب في الاستجارة بقبور عظمائهم والإقامة عندها حتى يلبى طلبهم، ومن العار على ذوي القبر أن يستجير أحد بقير عظيم لهم، ولا يلبوا طلبه ما أمكن!!
* * أما في مصادرنا.. فترى الصورة منطقية لا تناقض فيها ولا امتهان للعقل.. فالبكاء على الميت والحزن عليه عاطفة إنسانية ممدوحة، وله أحكام شرعية، تبين ما يستحب منه، وما يكره، وما يحرم..
والبكاء على مصاب الأمة بنبيها وأهل بيته الطاهرين، وعلى مصائبهم وأحزانهم، من أرقى أنواع بكاء المؤمنين وعبادتهم لربهم، والملائكة تسجل تلك العواطف والدموع في الحسنات.. ومن الظلم والمحال أن يعذب الله ميتا لأن أحدا يبكي عليه كما زعم عمر!!
وحرمة النبي وآله صلى الله عليهم أمواتا كحرمتهم أحياء، فهم أحياء عند ربهم يرزقون، يسمعون كلامنا، ويردون سلامنا، وتعرض عليهم أعمالنا.. وزيارة قبورهم المباركة ومشاهدهم المشرفة من أفضل القربات إلى الله تعالى لأنها أمكنة مباركة مقدسة لها أحكام المساجد، وهي أفضل من بعض المساجد، فالصلاة لله في جوارهم من أفضل الأعمال. ودعاء الله عندها من أرجى الأدعية استجابة، لأن مشاهدهم مظان إجابة الله تعالى لأدعية عباده وتضرعاتهم اليه.