هل عند أحد منكم من عهد رسول الله فليحدثنا؟! قالوا: لا. قال: هل عندك يا عمر من علم؟! قال: لا. فقال العباس: أشهد أيها الناس أن أحدا لا يشهد على رسول الله بعهد عهده إلي في وفاته، والله الذي لا إله إلا هو فقد ذاق رسول الله الموت، فادفنوا صاحبكم..). انتهى.
فقد كان العباس يتصور أن كل شئ بيدهم وأنهم يجب أن يدفنوا النبي أولا ثم يجددوا البيعة لعلي! ولا بد أن عمر ارتاح إلى أن برنامجهم دفن النبي أولا، لكنه احتاط ولم يقتنع بكلام العباس، كما (لم يقتنع) من قبل بنص القرآن بذلك الذي كان يتلوه ابن أم مكتوم في المسجد بشكل مستمر!! وإنما اقتنع عندما جاء أبو بكر وقرأ له آية إنك ميت وإنهم ميتون.. فتغيرت حالته لأنه اطمأن إلى نجاح خطتهم، وقد قال هو عن نفسه، كما في البخاري: 5 / 20: (لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قلت لأبي بكر انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار.. وقال كما في البخاري: 8 / 27: (وكنت زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحدة، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري، إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل، حتى سكت. فقال: ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل، ولم يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم الا ان تسول إلي نفسي عند الموت