ولم يقل أحمد في روايته هذه أن أبا بكر غطى وجه النبي وقال لأهل بيته استلموا صاحبكم أنا مشغول! لكن النسائي قاله في كتاب الوفاة ص 75: (ثم قال أبو بكر عندكم صاحبكم، وخرج)!
وقال البيهقي في سننه: 8 / 145 دونكم صاحبكم، لبني عم رسول الله يعني في غسله وما يكون من أمره ثم خرج)!!.
وقال ابن أبي شيبة في المصنف: 8 / 572، قال: (حدثنا ابن نمير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن أبا بكر وعمر لم يشهدا دفن النبي (ص) وكانا في الأنصار، فدفن رسول الله (ص) قبل أن يرجعا). انتهى.
وإن كان عجيبا أن ينشغل أبو بكر وعمر عن جنازة الرسول أياما! فالأعجب منه أن زوجته عائشة وحفصة، ما أن أغمض عينيه حتى خرجتا من بيته وكانتا تتجولان وتعملان مع أبويهما في إقناع الأنصار، ولم تجلسا في بيتهما للبكاء على زوجهما، ولا أدتا واجب الحداد عليه!!
ثم نرى عائشة بعد ذلك تعتب على علي وبني هاشم لتقصيرهم في حقها وحق حفصة حيث لم يفتشوا عنهما في مناطق المدينة ويدعوهما لحضور مراسم دفن النبي صلى الله عليه وآله!! قال ابن عبد البر في الاستيعاب: 1 / 47: (عن عمرة عن عائشة قالت ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل وصلى عليه علي والعباس وبنو هاشم ثم دخل المهاجرون، ثم الأنصار، ثم النساء والغلمان). انتهى. ورواه ابن هشام في سيرته: 4 / 321، والطبري في تاريخه: 3 / 213، والبيهقي في دلائل النبوة: 7 / 256، والشوكاني في نيل الأوطار: 2 جزء 4 / 88، وابن شيبة في المصنف: 3 / 227.. وغيرهم.