ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض، ورواه صدر الأئمة موفق بن أحمد المكي، وفي مسند أحمد (1) قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إني أقول كما قال أخي موسى: اجعل لي وزيرا من أهلي عليا عليه السلام أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري، (إنتهى).
قال الناصب خفضه الله أقول: هذا موافق في المعني للحديث المذكور قبل، وهو أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، ومراد موسى في قوله: وأشركه في أمري، الاشراك في أمر النبوة، ودعوة فرعون وهذا لا يصح هناك لقوله: إلا أنه لا نبي بعدي، اللهم إلا أن يراد به المشاركة في دفع الكفار بالحرب وتبليغ العلم (إنتهى).
أقول لا يخفى على ذي مسكة أن مشاركة هارون مع موسى في أمر النبوة، ودعوة فرعون لا يقتضي أن يكون تصرف هارون بعد موسى على نبينا وآله وعليه السلام في نصيبه من النبوة بطريق النبوة ليلزم أن يكون تصرف علي عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطريق النبوة، وذلك لأن الشركة لا تقتضي الاستقلال في التصرف في حصة الشريك أيضا، وإنما المسلم الاستقلال في حصة نفسه، فليجز أن يكون بعد موت الشريك متصرفا في حصته بطريق النيابة والخلافة ولا منافاة بين النبوة والخلافة بمعني النيابة وأي منافاة بين أن يكون هارون نبي الله وخليفة ووزيرا لكليم الله كما دل عليه القرآن العزيز، وأيضا لو كان قيام هارون على أمر الخلافة باستقلال النبوة فلما ذا وقع قوله: اخلفني، ولما ذا تكرر وقوع لفظ الوزير في شأن