كما ترون أنتم أن علماؤكم قد أثبتوا جميع الأشياء، فلما إنتهى موسى (عليه السلام) إلى ساحل البحر، فلقى العالم، فاستنطق بموسى ليصل علمه. ولم يحسده كما حسدتم أنتم علي بن أبي طالب وأنكرتم فضله، فقال له موسى (عليه السلام): (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا) (1) فعلم العالم أن موسى لا يطيق بصحبته، ولا يصبر على علمه، فقال له: (إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا) (2)؟
فقال له موسى: (ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا) (3). فعلم العالم أن موسى لا يصبر على علمه، فقال: (فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا) (4)، قال: (فركبا في السفينة) (5) فخرقها العالم وكان خرقها لله عزوجل رضى، وسخط ذلك موسى، ولقى الغلام فقتله، فكان قتله لله عزوجل رضى، وسخط ذلك موسى وأقام الجدار فكان إقامته لله عزوجل رضى، وسخط موسى. كذلك كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يقتل إلا من كان قتله لله رضى، ولأهل الجهالة من الناس سخطا إجلس حتى أخبرك... الحديث (6).
[940] - 58 - الكليني: عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت:
لعلي بن الحسين (عليهما السلام) أن عليا (عليه السلام) سار في أهل القبلة بخلاف سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهل الشرك، قال: فغضب ثم جلس ثم قال: سار والله فيهم بسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الفتح، إن عليا (عليه السلام) كتب إلى مالك وهو على مقدمته يوم البصرة بأن لا يطعن في غير مقبل ولا يقتل مدبرا ولا يجيز على جريح ومن أغلق بابه فهو آمن فأخذ الكتاب فوضعه بين يديه على القربوس من قبل أن يقرأه ثم قال: اقتلوا فقتلهم حتى