عيسى، إلا أنه لا نبي بعدي، يا على أنت وصيي، وخليفتي، فمن جحد وصيتك وخلافتك فليس مني، ولست منه، وأنا خصمه يوم القيامة، يا على أنت أفضل أمتي فضلا، وأقدمهم سلما، وأكثرهم علما، وأوفرهم حلما، وأشجعهم قلبا، وأسخاهم كفا، يا على أنت الإمام بعدي والأمير، وأنت الصاحب بعدي والوزير، وما لك في أمتي من نظير، يا على أنت قسيم الجنة والنار، بمحبتك يعرف الأبرار من الفجار، ويميز بين الأشرار والأخيار، وبين المؤمنين والكفار (1).
[291] - 5 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين ابن علوان، عن الأعمش، عن عباية الأسدي، قال:
كان عبد الله بن العباس جالسا على شفير زمزم يحدث الناس، فلما فرغ من حديثه، أتاه رجل فسلم عليه - إلى إن قال ابن عباس: - ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) تزوج زينب بنت جحش، فأولم وكانت وليمته الحيس، وكان يدعو عشرة عشرة، فكانوا إذا أصابوا إطعام رسول الله (صلى الله عليه وآله) استأنسوا إلى حديثه، واستغنموا النظر إلى وجهه، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشتهي أن يخففوا عنه، فيخلو له المنزل، لأنه حديث عهد بعرس، وكان يكره أذى المؤمنين له، فأنزل الله عزوجل فيه [قرآنا أدبا للمؤمنين] وذلك قوله عزوجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحى منكم والله لا يستحى من الحق) فلما نزلت هذه الآية كان الناس إذا أصابوا طعام نبيهم (صلى الله عليه وآله) لم يلبثوا أن يخرجوا. قال: فلبث رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبعة أيام، ولياليهن عند زينب بنت جحش، ثم