وأن كان باطلا دفعناه إليكم قالوا قد رضينا ففتحوا الصحيفة فوجدوها كما أخبر الصادق " ع " فقالوا هذا سحر ابن أخيك وزادهم ذلك بغيا وعدوانا فقال أبو طالب يا معشر قريش على م نحصر ونحبس وقد بان الأمر وقد تبين انكم أولى بالظلم والقطيعة، ثم دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة وقال اللهم انصرنا على من ظلمنا وقطع أرحامنا واستحل ما يحرم عليه منا ثم انصرف إلى الشعب.
ولما أراد الله سبحانه ابطال الصحيفة والفرج عن بنى هاشم من الضيق والذل الذي كانوا فيه قبض هشام بن عمرو بن الحارث بن حبيب بن نصر بن مالك بن حسل ابن عامر بن لوى فقام في ذلك أحسن قيام وذلك أن أبا عمرو بن الحارث كان أخا لنصلة بن هاشم بن عبد مناف بن قصي من أمه فكان هشام بن عمرو بحسب ذلك واصلا لبني هاشم وكان ذا شرف في قومه بنى عامر بن لوى فكان يأتي بالبعير ليلا وقد أو قره طعاما وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب حتى إذ اقبل به فم الشعب خلع خطامه من رأسه ثم يضربه على جنبه فيدخل الشعب عليهم ثم يأتي به مرة أخرى وقد أوقره تمرا فيصنع به مثل ذلك ثم أنه مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي فقال يا زهير أرضيت أن تأكل الطعام وتشرب الشراب وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يبتاعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم ولا يواصلون ولا يزارون اما انى احلف لو كان أخوال أبى الحكم بن هشام ودعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك ابدا قال ويحك يا هشام فما ذا اصنع انما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقض هذه الصحيفة القاطعة فقال قد وجدت رجلا قال من هو؟ قال أنا قال زهير أبغنا ثالثا فذهب إلى المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف فقال له يا مطعم أرضيت ان يهلك بطنان من بنى عبد مناف جوعا وجهدا وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه أما والله لئن أمكنتموهم من هذا لتجدن قريشا إلى مساءتكم في غيره سريعة قال ويحك ماذا أصنع انما أنا رجل واحد قال قد وجدت ثانيا قال