تغيب لا يرى عنهم زمانا * برضوى عنده عسل وماء قال المؤلف عفا الله عنه انه ان صح انه كان كيسانيا فالظن انه رجع عن ذلك كالسيد الحميري فقد اتفق النقل عن المخالف والمؤالف ان الباقر " ع " حضر جنازته ورفعها كما سنذكر وذكر ابن شهرآشوب في (معالم العلماء) انه كان من أصحاب الباقر عليه السلام.
وروى أن الباقر " ع " قال له تزعم انك من شيعتنا وتمدح آل مروان قال إنما أسخر منهم واجعلهم حيات وعقارب وآخذا أموالهم.
وذكر الشريف المرتضى (ره) في كتاب (الغرر والدرر) ان أبا جعفر محمد بن علي الباقر " ع " قال لكثير أمدحت عبد الملك بن مروان فقال لم أقل له يا أمام الهدى إنما قلت له يا شجاع والشجاع حية ويا أسد والأسد كلب فتبسم أبو جعفر. وهذا يدل على أنه كان نوى على بنى مروان في مدائحه.
وذكر أيضا في الكتاب المذكور ان رجل نظر إلى كثير وهو راكب وأبو جعفر محمد بن علي الباقر " ع " يمشى فقيل له أتركب وأبو جعفر يمشى فقال هو أمرني بذلك وانا بطاعته في الركوب أفضل من عصياني إياه بالمشي: وهذا كله مما يدل عن حسن عقيدته والعامة لعلمهم بتشيعه رموه تارة باعتقاده مذهب الكيسانية وتارة بالقول بالتناسخ وتارة بعدم الدين والحمق وأخرى بالزندقة والالحاد وغير ذلك وكانت وفاته في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة المنورة ويقال انه لما حضرته الوفاة قال شعرا:
برأت إلى الاله من ابن أروى * ومن دين الخوارج أجمعينا ومن (فعل) برئت ومن (فعيل) * غداة دعى أمر المؤمنينا ثم إن روحه خرجت كأنها فص في ماء.
وعن جويرية بن أسماء قال مات كثير وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد فاجتمع الناس في جنازة كثير ولم يوجد لعكرمة من يحمله.