ويلعن فذ أمته جهارا * إذا ساس البرية والخليعا الا أف لدهر كنت فيه * هدانا سامعا لكم معليعا وكان خالد بن عبد الله القسري قد أنشد قصيدة الكميت التي يهجو فيها اليمن وهي التي أولها:
إلا حييت عنا يا مدينا فقال أو فعلها والله لا قتلته ثم اشترى ثلاثين جارية وتخيرهن نهاية في الحسن والكمال والأدب فراواهن الهاشميات ودسهن مع نخاس إلى هشام بن عبد الملك فاشتراهن جميعا فلما أنس بهن استنطقهن فرأى منهن فصاحة وأدبا واستقرأهن القرآن فقرأنه واستنشدهن الشعر فأنشدته قصائد الكميت الهاشميات فقال ويلكن من قائل هذا الشعر قلن الكميت بن زيد الأسدي قال وفى أي بلد هو قلن في العراق ثم بالكوفة فكتب إلى خالد وهو عامله على العراق أبعث إلى برأس الكميت بن زيد الأسدي فلم يشعر الكميت إلا والخيل محدقة بداره فاخذ وحبس في الحبس وكان أبان بن الوليد عاملا على واسط وكان الكميت صديقه فبعث إليه بغلام على بغل وقال له أنت حر إن لحقته والبغلة لك وكتب إليه أما بعد فلقد بلغني ما صرت إليه وهو القتل إلا ان يدفع الله عز وجل وأرى لك ان تبعث إلى حبى وهي زوجة الكميت وكانت ممن تتشيع أيضا فإذا دخلت إليك تنقبت نقابها ولبست ثيابها وخرجت فإني أرجوا الأمن لك فركب الغلام وسار بقية يومه وليلته من واسط إلى الكوفة فصبحها فدخل الحبس متنكرا وأخبر الكميت بالقصة فبعث إلى امرأته فقص عليها القصة وقال أي بنية عم اعلمي ان الوالي لا يقدم عليك ولا يسلمك قومك ولو خفته عليك لما عرضتك له فألبسته ثيابها وإزارها وخمرته وقالت أقبل وأدبر ففعل فقالت ما أنكرت منك شيئا إلا يبسا في كفيك أخرج على أسم الله وأخرجت معه جاريتين لها فخرج وعلى باب السجن أبو الوضاح حبيب بن بديل ومعه فتيان من أسد فلم يؤبه