روى أنه لما مرض رسول الله صلى الله عليه وآله مرض الموت دعا أسامة بن زيد ابن حارثة فقال سر إلى مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك على هذا الجيش فان أظفرك الله بالعدو فأقل اللبث وبث العيون وقدم الطلايع فلم يبق أحد من وجوه المهاجرين والأنصار الا كان في ذلك الجيش منهم أبو بكر وعمر فتكلم قوم وقالوا يستعمل هذا الغلام على جلة المهاجرين والأنصار فغضب رسول الله لما سمع وخرج عاصبا رأسه فصعد المنبر وعليه قطيفة فقال أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأمير أسامة لئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله وأيم الله ان كان لخليقا بالأمرة وان ابنه من بعده لخليق بها وإنهما لمن أحب الناس إلى فاستوصوا به خيرا فإنه من خياركم ثم نزل ودخل بيته وجاء المسلمون يودعون رسول الله صلى الله عليه وآله ويمضون إلى عسكر أسامة بالجرف وثقل رسول الله واشتد ما يجده فأرسل بعض نسائه إلى أسامة وبعض من كان معه يعلمونهم ذلك فدخل أسامة من معسكره والنبي صلى الله عليه وآله مغمور وهو اليوم الذي لدوه فيه وتطأطأ أسامة عليه فقبله ورسول الله قد اسكت فهو لا يتكلم فجعل برفع يديه إلى السماء ثم يضعها على أسامة كالداعي له ثم أشار إليه بالرجوع إلى عسكره والتوجه لما بعثه فيه فرجع أسامة إلى عسكره ثم أرسل نساء رسول الله إلى أسامة يأمرنه بالدخول ويقلن ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أصبح بارئا فدخل أسامة من معسكره يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول فوجد رسول الله مفيقا فأمره بالخروج وتعجيل النفوذ وقال اغد على بركة الله تعالى وجعل صلى الله عليه وآله يقول انفذ وابعث أسامة ويكرر ذلك فودع رسول الله وخرج ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة فلما ركب جاء رسول أم أيمن فقال إن رسول الله يموت فاقبل ومعه أبو بكر وعمر وأبو عبيدة فانتهوا إلى رسول الله حين زالت الشمس من هذا اليوم وهو يوم الاثنين وقد مات صلى الله عليه وآله واللواء مع بريدة بن الحصيب فدخل باللواء فركزه عند
(٤٤١)