والمخالفون على أمره هم الكاذبون وقد دنا يا محمد مصيرك إلى ربك وجنته وهو يأمرك أن تنصب لامتك من بعدك علي بن أبي طالب وتعهد إليه فهو الخليفة القائم برعيتك وأمتك ان أطاعوه وإن عصوه وسيفعلون ذلك وهي الفتنة التي تلوت عليك الآية فيها وان الله عز وجل يأمرك ان تعلمه جميع ما علمك وتستحفظه جميع ما حفظك واستودعك فهو الأمين المؤتمن.
يا محمد اخترتك من عبادي نبيا وأخترته وصيا. قال فدعا رسول الله عليا فخلا به يومه ذلك وليلته واستودعه العلم والحكمة التي آتاه الله إياها وعرفه ما قال جبرئيل وكان ذلك في يوم عائشة أبنة أبى بكر، فقالت يا رسول الله لقد طال استخلاؤك بعلي منذ اليوم، قال فاعرض عنها رسول الله فقالت لم تعرض عنى يا رسول الله بأمر لعله يكون لي صلاحا فقال صدقت وأيم الله أنه لأمر صلاح لمن أسعده الله بقوله والايمان به وقد أمرت بدعاء الناس جميعا إليه وستعلمين ذلك إذا أنا قمت به في الناس. قالت يا رسول الله ولم لا تخبرني به الآن لا تقدم بالعمل به والأخذ بما فيه الصلاح قال سأخبرك فاحتفظيه إلى أن أؤمر بالقيام به في الناس جميعا فإنك ان حفظتيه حفظك في العاجلة والآجلة جميعا وكانت لك الفضيلة بسبقه والمسارعة إلى الأيمان بالله ورسوله وان أضعتيه وتركت رعاية ما ألقى إليك منه كفرت نربك وحبط أجرك وبرئت منك ذمة الله وذمة رسوله وكنت من الخاسرين ولم يضر الله ذلك ولا رسوله فضمنت له حفظه والايمان به ورعايته فقال إن الله تعالى أخبرني ان عمري قد انقضى وأمرني ان أنصب عليا للناس علما وأجعله فيهم إماما وأستخلفه كما أستخلف الأنبياء من قبلي أوصياءها وأنا صائر إلى أمر ربى وآخذ فيه بأمره فليكن هذا الامر منك نحت سويداء قلبك إلى أن يأذن الله بالقيام به فضمنت له ذلك وقد أطلع الله نبيه صلى الله عليه وآله على ما يكون منها فيه ومن صاحبتها حفصة وأبويهما فلم تلبث أن أخبرت حفصة وأخبرت كل واحدة منهما أباها فاجتمعا فأرسلا إلى جماعة الطلقاء والمنافقين فخبراهم بالامر فاقبل