والرفق بجميعكم اسأل الله لنا ولكم حسن الخيرة والإسلام ورحمته الواسعة في الدنيا والآخرة ورحمة الله وبركاته، قال ثم إن حذيفة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: الحمد لله الذي أحيى الحق وأمات الباطل وجاء بالعدل ودحض الجور وكبت الظالمين أيها الناس إنه ولا كم الله أمير المؤمنين " ع " حقا حقا وخير من نعلمه بعد نبينا وأولى الناس بالناس وأحقهم بالأمر وأقربهم إلى الصدق وأرشدهم إلى العدل وأهداهم سبيلا وأدناهم إلى الله وسبيله وأمسهم برسول الله صلى الله عليه وآله رحما أنيبوا إلى طاعة أول الناس سلما وأكثرهم علما وأقصدهم طريقة وأسبقهم إيمانا وأحسنهم يقينا وأكثرهم معروفا وأقدمهم جهادا وأعزهم مقاما أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وابن عمه وأبى الحسن والحسين وزوج الزهراء البتول سيدة نساء العالمين فقوموا أيها الناس فبايعوا على كتاب الله وسنة نبيه فان لله في ذلك رضى ولكم مقنع وصلاح والسلام فقام الناس فبايعوا أمير المؤمنين " ع " أحسن بيعة وأجمعها فلما استتمت البيعة قام إليه فتى من أبناء العجم وولاة الأنصار لمحمد بن عمارة بن التيهان يقال له مسلم متقلدا سيفا فناداه من أقصى الناس أيها الأمير إنا سمعناك تقول في أول كلامك قد ولا كم الله أمير المؤمنين حقا حقا تعرض بمن كان قبله من الخلفاء انهم لم يكونوا أمراء المؤمنين حقا حقا فعرفنا ذلك أيها الأمير رحمك الله ولا تكتمنا فإنك ممن شهد وعاين ونحن مقلدون ذلك أعناقكم والله شاهد عليكم فيما تأتون به من النصيحة لأمتكم وصدق الخبر عن نبيكم فقال حذيفة أيها الرجل أما إذا سألت وفحصت هكذا فاسمع وافهم ما أخبرك به اما من تقدم من الخلفاء قبل علي بن أبي طالب من تسمى بأمير المؤمنين فإنهم تسموا بذلك وسماهم الناس واما علي بن أبي طالب " ع " فان جبرئيل سماه بذلك الاسم عن الله تعالى شهد له، ورسول الله عن سلام جبرئيل بإمرة المؤمنين وكان أصحاب رسول الله يدعونه في حياة رسول الله بإمرة المؤمنين قال الفتى كيف كان ذلك يرحمك الله؟ قال حذيفة ان الناس كانوا يدخلون على رسول الله
(٢٩٠)