قبل الحجاب فنهاهم رسول الله ان يدخل أحد إليه وعنده دحية بن خليفة الكلبي وكان رسول الله يراسل قيصر ملك الروم وبنى حنيفة وبنى غسان على يده وكان جبرئيل " ع " يهبط عليه في صورته ولذلك نهى رسول الله ان يدخل المسلمون عليه إذا كان عنده دحية قال حذيفة وإني أقبلت يوما لبعض أموري إلى رسول الله مهجرا رجاء ان ألقاه خاليا فلما صرت بالباب فإذا انا بشملة قد سدلت على الباب فرفعتها وهممت بالدخول وكذلك كنا نصنع فإذا انا بدحية قاعد عند رسول الله والنبي صلى الله عليه وآله نائم ورأسه في حجر دحية الكلبي فلما رأيته انصرفت فلقيني علي بن أبي طالب " ع " في بعض الطريق فقال يا بن اليمان من أين أقبلت قلت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله قال وماذا صنعت عنده قال قلت أردت الدخول عليه في كذا وكذا وذكرت الأمر الذي جئت له فلم يتهيأ لي ذلك قال ولم قلت كان عنده دحية الكلبي وسألت عليا معونتي على رسول في ذلك الأمر قال فارجع معي فرجعت معه فلما صرنا إلى باب الدار جلست بالباب ورفع على " ع " الشملة ودخل فسلم فسمعت دحية يقول وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ثم قال له أجلس فخذ رأس أخيك وابن عمك من حجري فأنت أولى الناس به فجلس على " ع " واخذ رأس رسول الله فجعله في حجره وخرج دحية من البيت فقال على أدخل يا حذيفة فدخلت وجلست فما كان بأسرع من أن أنتبه رسول الله فضحك في وجه على ثم قال يا أبا الحسن من حجر من أخذت رأسي قال من حجر دحية الكلبي فقال ذلك جبرئيل فما قلت له حين دخلت وما قال لك قال دخلت فسلمت فقال لي وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فقال رسول الله يا علي سلمت عليك ملائكة الله وسكان سماواته بإمرة المؤمنين من قبل ان يسلم عليك أهل الأرض. يا علي أن جبرئيل فعل ذلك عن أمر الله تعالى وقد أوحى إلى عن ربي عز وجل من قبل دخولك ان أفرض ذلك على الناس وانا فاعل ذلك أن شاء الله تعالى فلما كان من الغد بعثني رسول الله إلى ناحية فدك في
(٢٩١)