وقال الحمد لله الذي أبقاني إلى هذا اليوم وقال لأبنيه صفوان وسعد إذا أنا مت احملاني وكونا معه فسيكون له حرب يهلك فيها كثير من الناس فاجهدا ان تشهدا معه فإنه والله على الحق ومن خالفه على الباطل.
ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام وقيل بأربعين يوما هذا كلام المسعودي.
قال المؤلف وشهد أبناه المذكوران بعد ذلك صفين مع أمير المؤمنين " ع " وقتلا بها شهيدين رحمهما الله.
وعن أبي الحسن الرضا " ع " لما حضرته الوفاة قال لابنته أية ساعة هذه قالت آخر الليل قال الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أوال ظالما على صاحب حق ولم أعاد صاحب حق.
وروى الديلمي في ارشاد القلوب مرفوعا قال لما استخلف عثمان بن عفان آوى إليه عمه الحكم بن العاص وولده مروان بن الحكم ووجه عماله في الأمصار وكان فيمن وجه الحرث بن الحكم إلى المدائن فأقام بها مدة يتعسف أهلها ويسئ معاملتهم فوفد منهم إلى عثمان وفد يشكونه وأعلموه بسوء ما يعاملهم به وأغلظوا عليه بالقول فولى حذيفة بن اليمان عليهم وذلك آخر أيامه فلم ينصرف حذيفة عن المدائن إلى أن قتل عثمان واستخلف علي بن أبي طالب فأقام حذيفة عليها وكتب " ع " إليه بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله على أمير المؤمنين إلى حذيفة بن اليمان سلام عليك اما بعد فإني قد وليتك ما كنت عليه لمن كان قبلي من حرف المدائن وقد جعلت إليك اعمال الخراج والرستاق وجباية أهل الذمة فاجمع إليك ثقاتك ومن أحببت ممن ترضى دينه وأمانته واستعز بهم على أعمالك فان ذلك أعز إليك ولو ليك واكبت لعدوك وإني امرك بتقوى الله وطاعته في السر والعلانية وأحذرك عقابه في الغيب والمشهد وأتقدم إليك بالاحسان إلى المحسن والشدة على المعاند وآمرك بالرفق في أمورك والدين والعدل في رعيتك