أن مات رحمه الله، قال حذيفة فهذا أنباء ما سألتني عنده فقال الفتى لا جزى الله الذين شهدوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسمعوه يقول هذا القول لعلى " ع " خيرا فقد خانوا الله ورسوله وأزالوا الامر عمن رضيه الله ورسوله وأقروه فيمن لم يره الله ولا رسوله لذلك أهلا لا جرم والله لن يفلحوا بعدها فنزل حذيفة عن منبره فقال يا أخا الأنصار ان الامر كان أعظم مما تظن انه غرب والله البصير وذهب اليقين وكثر المخالف وقل الناصر لأهل الحق فقال له الفتى فهلا انتضيتم أسيافكم ووضعتموها على رقابكم وضربتم بها الزائلين عن الحق قدما قدما حتى تموتوا أو تدركوا الامر الذي تحبونه من طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله فقال له أيها الفتى أنه أخذوا والله بأسماعنا وأبصارنا وكرهنا الموت وتزينت لنا الحياة وسبق علم الله بإمرة الظالمين ونحن نسأل الله التغمد لذنوبنا والعصمة فيما بقى من آجالنا فإنه مالك رحيم ثم أنصرف حذيفة إلى منزله وتفرق الناس، قال عبد الله فبينا أنا ذات يوم عند حذيفة أعوده في مرضه الذي مات فيه وقد كان يوم قدمت فيه من الكوفة وذلك من قبل قدوم علي عليه السلام إلى العراق فبينما انا عنده إذ جاء الفتى الأنصاري فدخل على حذيفة فرحب به وأدناه وقرب مجلسه وخرج من كان عند حذيفة من عواده وأقبل عليه الفتى فقال يا أبا عبد الله سمعتك يوما تحدث عن بريدة بن الخصيب الأسلمي أنه سمع بعض القوم الذين أمرهم رسول الله أن يسلموا على على بإمرة المؤمنين يقول لصاحبه اما رأيت اليوم ما صنع محمد بابن عمه من التشريف وعلو المنزلة حتى لو قدر ان يجعله نبيا لفعل فأجابه صاحبه وقال لا يكبرن عليك فلو فقدنا محمدا لكان قوله تحت أقدامنا وقد ظننت نداء بريدة لهما وهما على المنبر انهما صاحبا القوم قال حذيفة أجل القائل عمر والمجيب أبو بكر فقال الفتى إنا لله وإنا إليه راجعون هلك والله القوم وضلت أعمالهم قال حذيفة ولم يزل القوم على ذلك من الارتداد وما يعلم الله منهم أكثر فقال الفتى قد كنت أحب ان أتعرف هذا الأمر من فعله ولكني أجدك مريضا
(٢٩٤)