لما ألقاه بين رماح المشركين.
وروى صاحب (السياسة والإمامة) عن معاوية تأويلا آخر أشنع من هذا قال الباغية التي تبغى دم عثمان أي تطلبه.
وروى أنه لما قتل عمار احتمله أمير المؤمنين " ع " وجعل يمسح الدم والتراب عن وجهه ويقول:
وما ظبية تسبي القلوب بطرفها * إذا التفتت خلنا بأجفانها سحرا بأحسن منه كلل السيف وجهه * دما في سبيل الله حتى قضى صبرا وفى رواية أخرى: انه لما بلغ قتل عمار أمير المؤمنين " ع " جاء حتى وقف على مصرعه وجلس إليه ووضع رأسه في حجره وأنشد:
ألا أيها الموت الذي هو قاصدي * أرحني فقد أفنيت كل خليل أراك بصيرا بالذين أودهم (1) * كأنك تنحو نحوهم بدليل ثم استرجع وقال إن من لا يسؤه قتل عمار فليس له من الإسلام نصيب رحم الله عمارا ما رأيت عند رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثا إلا هو رابعهم ولا أربعة إلا وعمار خامسهم ما وجبت الجنة لعمار مرة ولكن وجبت مرارا هناه الله بما هيأ له من جنة عدن انه قتل والحق معه وهو على الحق كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله يدور الحق مع عمار حيث دار ثم قال قاتل عمار وشاتمه وسالبه سلاحه معذب بنار جهنم، ثم تقدم " ع " وصلى عليه وتولى دفنه بيده.
قال أبو عمرو في كتاب (الاستيعاب) دفنه علي عليه السلام بثيابه ولم يغسله.
وقال المسعودي في (مروج الذهب) وكان قتله عند العشاء وله ثلاث وسبعون سنة وقبره بصفين وصلى عليه على " ع " ولم يغسله.
قال أبو عمرو: كان سن عمار يوم قتل نيفا وتسعين، وقيل إحدى وتسعين