لا أبرحن الدهر أحمي عن علي * صهر الرسول ذي الأمانات الوفي ينصرنا رب السماوات العلى * ونقطع الهام بحد المشرفي يمنحنا النصر على من يبتغى * ظلما علينا جاهدا ما يأتلي قال فضرب صفوف أهل الشام حتى أضطرهم إلى الفرار.
وروى نصر عن عبد الخير الهمداني قال: نظرت إلى عمار بن ياسر يوما من أيام صفين قد رمى رمية غمي عليه فلم يصل الظهر ولا العصر ولا المغرب ولا العشاء ولا الفجر ثم أفاق فقضاهن جميعا يبدأ بأول شئ ثم بالتي تليها.
قال نصر وحدثنا عمرو بن شمر عن جابر قال سمعت الشعبي يقول قال الأحنف بن قيس يقول والله إني لألى جانب عمار بن ياسر فتقدمنا حتى دنونا من هاشم بن عتبة فقال له عمار أحمل فداك أبي وأمي فقال له هاشم رحمك الله يا أبا اليقظان انك رجل تأخذك خفة في الحرب وإنما زحفت باللواء زحفا أرجو أن أنال بذلك حاجتي وإني ان خففت لم آمن الهلكة - وقد كان قال معاوية لعمرو ويحك ان اللواء اليوم مع هاشم بن عتبة وقد كان من قبل يرقل به ارقالا وان زحف اليوم زحفا انه اليوم الأطول على أهل الشام فان زحف في عنق من أصحابه انى لأطمع ان يقتطع - فلم يزل به حتى حمل فنظر إليه معاوية فوجه إليه جماعة أصحابه ومن يزن بالبأس والنجدة منهم في ناحية وكان في ذلك الجمع عبد الله بن عمرو بن العاص ومعه يومئذ سيفان قد تقلد بأحدهما وهو يضرب بالآخر فأطافت به خيول على وجعل عمرو يقول يا الله يا رحمن ابني ابني فيقول معاوية اصبر فلا بأس عليه فقال عمرو ولو كان يزيد بن معاوية لصبرت فلم تزل حماة أهل الشام تذب عن عبد الله حتى نجى هاربا على فرسه: قال نصر وحدثنا عمر بن سعد قال وفى هذا اليوم قتل عمار بن ياسر أصيب في المعركة وقد كان حين نظر إلى راية عمرو بن العاص. قال والله انها لراية قاتلتها ثلاث مرات وما هذه بأرشدهن. ثم قال: