علينا دماءنا وأموالنا قال الله تعالى (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) وقال تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها) فاتقوا الله وضعوا أسلحتكم وكفوا عن قتال إخوانكم اما بعد يا أهل الكوفة ان تطيعوا الله باديا وتطيعوني ثانيا تكونوا جرثومة من جراثيم العرب يأوي إليكم المضطر ويأمن فيكم الخائف ان عليا انما يستنفركم لجهاد أمكم عائشة وطلحة والزبير حواري رسول الله صلى الله عليه وآله ومن معهم من المسلمين وانا اعلم منكم بهذه الفتن انها أقبلت اشبهت وإذا أدبرت أسفرت انى أخاف عليكم ان يلتقي غاران منكم فيقتتلان ثم يتركان كالأحلاس الملقاة بنجوة من الأرض ثم تبقى رجرجة من الناس لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر انها قد جائتكم فتنة لا يدرى من أين تؤتى تترك الحليم حيران كأن اسمع رسول الله صلى الله عليه وآله بالأمس يذكر الفتن فيقول أنت فيها نائما خير منك قائما وأنت فيها قائما خير منك ساعيا فشلوا سيوفكم وقصروا رماحكم ونصلوا سهامكم واقطعوا أوتاركم وخلوا قريشا يرتق فتقها ويرأب صدعها فان فعلت فلأنفسها ما فعلت وان أبت فعلى أنفسها ما جنت وتصلى هذه الفتنة من جناها، فقام إليه عمار بن ياسر (ره) فقال أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ذلك فقال نعم هذه يدي بما قلت فقال إن كنت صادقا فإنما عناك بذلك وحدك واتخذ عليك الحجة فالزم بيتك ولا تدخلن في الفتنة اما انى اشهد ان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر عليا " ع " بقتال الناكثين وسمى له فيهم من سمى وأمره بقتال القاسطين وان شئت لأقيمن لك شهودا يشهدون ان رسول الله صلى الله عليه وآله انما نهاك وحدك وحذرك من الدخول في الفتنة ثم قال له اعط يدك على ما سمعت فمد يده فقال له عمار غلب الله من غابه وجاحده ثم جذبه فنزل عن المنبر.
وروى فروة بن الحرث التميمي قال كنت اعتزل الحرب بوادي السباع مع الأحنف بن قيس وخرج ابن عم لي يقال له جون مع عسكر البصرة فنهيته فقال لا أرغب بنفسي عن نصرة أم المؤمنين وحواري رسول الله فخرج معهم