وأعلمهم بتأويله وأشدهم تعظيما لحرمته وأعرفهم بالسنة مع قرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وعظم عنائه وبلائه في الإسلام فسكتت.
(وروى) نصر بن مزاحم في كتاب (صفين) قال:
لما أراد أمير المؤمنين " ع " المسير إلى الشام استشار من معه من المهاجرين والأنصار فقام عمار بن ياسر فحمد الله وأثنى عليه وقال يا أمير المؤمنين أن استطعت ان لا تقيم يوما فافعل أشخص بنا قبل استعار نار الفجرة واجتماع رأيهم على الصدود والفرقة وادعهم إلى حظهم ورشدهم فان قبلوا سعدوا وان أبوا إلا حربنا فوالله ان سفك دمائهم والجد في جهادهم لقربة عند الله وكرامة منه.
وأخرج الطوسي (ره) في أماليه باسناده عن الحسين بن أسباط الصيدي قال سمعت عمار بن ياسر (ره) يقول عند توجهه إلى صفين اللهم لو اعلم أنه أرضى لك ان أرمى بنفسي من فوق هذا الجبل لرميت بها ولو أعلم أنه أرضى لك أن أوقد لنفسي نارا فأقع فيها لفعلت وإني لا أقاتل أهل الشام إلا وانا أريد بذلك وجهك وانا أرجو أن لا تخيبني وانا أريد وجهك الكريم.
وروى قال خرج في اليوم الثالث من أيام صفين عمار بن ياسر وخرج إليه عمرو بن العاص فاقتتل الناس كاشد القتال وجعل عمار يقول يا أهل الإسلام تريدون ان تنظروا إلى من عادى الله ورسوله وجاهدهما وبغى على المسلمين وظاهر المشركين فلما أراد الله ان يظهر دينه ويظهر رسوله أتى النبي صلى الله عليه وآله وهو والله فيما نر راهب غير راغب وقبض الله ورسوله لنعرفه وهو معروف بعداوة المسلم ومودة المجرم فالعنوه لعنه الله وقاتلوه فإنه ممن يطفي نور الله ويظاهر أعداء الله وكان مع عمار زياد بن النصر على الخيل فأمره أن يحمل في الخيل فحمل في الخيل وصبروا له وشد عمار في الرجال فأزالوا عمرو بن العاص عن موقعه.
وروى عن حبيب بن ثابت قال لما كان قتال صفين قال رجل لعمار يا أبا اليقظان ألم تقل قال رسول الله قاتلوا الناس حتى يسلموا فإذا أسلموا عصموا منى