الحمد لله رب العالمين ما زال أعوان الحق أذلاء ثم قام فانصرف.
قال الشعبي وأقبل عمار ينادى ذلك اليوم:
يا ناعي الإسلام قم فانعه * قد مات عرف وبدا منكر أما والله لو أن لي أعوانا لقاتلهم والله لأن قاتلهم واحد لأكونن له ثانيا فقال على " ع " يا أبا اليقظان والله لا أجد عليهم أعوانا ولا أحب ان أعرضكم لما لا تطيقون.
وروى عياش بن هشام الكلبي عن أبي مخنف في أسناده انه كان في بيت المال بالمدينة سفط فيه حلى وجوهر فاخذ منه عثمان ما حلى به بعض أهله فأظهر الناس الطعن عليه في ذلك وكلموه فيه بكل كلام شديد حتى أغضبوه فخطب فقال لنا خذن حاجتنا من هذا الفئ وان رغمت به أنوف أقوام فقال علي عليه السلام اذن تمنع من ذلك ويحال بينك وبينه فقال عمار أشهد الله ان أنفى أول راغم من ذلك فقال عثمان أعلى يا بن ياسر تجترئ خذوه فأخذوه ودخل عثمان فدعا به وضربه حتى غشى عليه ثم أخرج فحمل حتى أتى به منزل أم سلمة (ره) فلم يصل الظهر والعصر والمغرب فلما أفاق توضأ وصلى وقال الحمد لله ليس هذا أول يوم أوذينا فيه في الله تعالى فقال هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي وكان عمار حليفا لبني مخزوم يا عثمان أما على فاتقيته وأما نحن فاجترأت علينا وضربت أخانا حتى أشفيت به على التلف اما والله لئن مات لأقتلن به رجلا من بنى أمية عظيم الشأن فقال عثمان وانك لها هنا يا بن القسرية قال فإنهما قسريتان - وكانت أم هشام وجدته قسريتين من نخلة - فشتمه عثمان وأمر به فاخرج فأتى به أم سلمة فإذا هي غضبت لعمار وبلغ عائشة ما صنع بعمار فغضبت أيضا وأخرجت شعرا من شعر رسول الله صلى الله عليه وآله وفعلا من نعاله وثوبا من ثيابه وقالت لأسرع ما تركتم من سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد.
وروى آخرون ان السبب في ضرب عثمان لعمار انه مر بقبر جديد فسأل