السرح وقتل ابن أخيه واخذت امرأة من بنى غفار واقبل أبو ذر يشتد حتى وقف بين يدي رسول الله وبه طعنة جائفة فاعتمد على عصاه وقال صدق الله ورسوله اخذ السرح وقتل ابن أبي ووقفت بين يديك على عصاي فصاح رسول الله صلى الله عليه وآله في المسلمين فخرجوا في الطلب وردوا السرح وقتلوا نفرا من المشركين.
وأخرج في كتاب الجنائز من الكافي عن علي بن إبراهيم رفعه قال لما مات ذر ابن أبي ذر مسح أبو ذر القبر بيده ثم قال رحمك الله يا ذر والله إنك كنت بي بارا ولقد قبضت وإني عنك لراض أما والله ما بي فقدك وما على من غضاضة ومالي أحد سوى الله من حاجة ولولا هول المطلع لسرني ان أكون مكانك ولقد شغلني الحذر لك عن الحد عليك والله ما بكيت لك ولكن بكيت عليك فليت شعري ماذا قلت وما قيل لك ثم قال اللهم أنى قد وهبت له ما افترضت عليه من حقي فهب له ما افترضت عليه من حقك فأنت أحق بالحق منى.
وأما خبر نفيه إلى الربذة: فاعلم أن الذي عليه أكثر أرباب السير وعلماء الاخبار والنقل ان عثمان نفى أبا ذر أولا إلى الشام ثم استقدمه إلى المدينة لما شكا منه معاوية ثم نفاه من المدينة إلى الربذة لما عمل بالمدينة نظير ما كان يعمل بالشام وأصل هذه الواقعة أن عثمان أعطى مروان بن الحكم وغيره بيوت الأموال وأختص زيد بن ثابت بشئ منها جعل أبو ذر يقول بين الناس وفى الطرقات والشوارع (بشر الكافرين بعذاب اليم) ويرفع بذلك صوته ويتلو قوله تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) فرفع ذلك إلى عثمان مرارا وهو ساكت ثم انه أرسل مولى من مواليه أن أنته عما بلغني عنك فقال أبو ذر أينهاني عن قراءة القرآن كتاب الله وعيب من ترك أمر الله فوالله لان أرضى الله بسخط عثمان أحب إلى وخير لي من أن أسخط الله برضى عثمان فاغضب ذلك عثمان واحفظه فتصابر وتماسك إلى أن قال عثمان يوما والناس حوله أيجوز للأمام ان يأخذ من المال شيئا قرضا فإذا أيسر