مصر قال لا قال فإلى أين أخرج قال إلى البادية قال أبو ذر أصير بعد الهجرة أعرابيا قال نعم قال أبو ذر فاخرج إلى بادية نجد، قال عثمان بل إلى الشرق الا بعد الأقصى فأقصى أمض على وجهك هذا فلا تعدون الربذة فخرج إليها.
وروى الواقدي أيضا عن مالك ابن أبي الرجال عن موسى بن ميسرة ان أبا الأسود الدؤلي قال كنت أحب لقاء أبي ذر لأسأله عن سبب خروجه إلى الربذة فجئته فقلت له الا تخبرني أخرجت من المدينة طائعا أم خرجت مكرها فقال كنت في ثغر من ثغور المسلمين أغني عنهم فأخرجت إلى المدينة فقلت دار هجرتي وأصحابي فأخرجت من المدينة إلى ما ترى ثم قال بينا انا ذات ليلة نائم في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله إذ مر بي فضربني برجله وقال لا أراك نائما في المسجد فقلت بأبي أنت وأمي غلبتني عيني فنمت فيه فقال صلى الله عليه وآله فكيف تصنع إذا أخرجوك منه قلت أذن الحق بالشام فإنها أرض مقدسة وارض الجهاد قال فكيف تصنع إذا أخرجت منها قلت أرجع إلى المسجد قال صلى الله عليه وآله فكيف تصنع إذا أخرجوك منه قلت آخذ سيفي فأضربهم به فقال الا أدلك على خير من ذلك انسق معهم حيث ساقوك وتسمع وتطيع وانا اسمع وأطيع وتالله ليلقين الله عثمان وهو آثم في جنبي وروى علي بن إبراهيم في تفسيره ان أبا ذر (رض) دخل على عثمان وكان عليلا متوكئا على عصاه وبين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حملت إليه من بعض النواحي وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون ان يقسمها فيهم فقال أبو ذر (رض) لعثمان ما هذا المال فقال عثمان مائة ألف درهم حملت إلى من بعض النواحي أريد ان أضم إليها مثلها ثم أرى فيها رأيي فقال أبو ذر (رض) لعثمان يا عثمان أيما أكثر مائة ألف درهم أو أربعة دنانير فقال بل مائة ألف درهم فقال اما تذكر انى انا وأنت دخلنا على رسول الله عشاء فرأيناه كثيبا حزينا فسلمنا عليه فلم يرد علينا السلام فلما أصبحنا أتينا فرأيناه ضاحكا مستبشرا فقلنا له بآبائنا وأمهاتنا