ذي لهجة أصدق من أبي ذر يعيش وحده ويموت وحده ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده وهو الهاتف بفضائل أمير المؤمنين ووصى رسول الله صلى الله عليه وآله واستخلافه إياه فنفاه القوم عن حرم الله وحرم رسوله بعد حملهم إياه من الشام على قتب بلا وطاء وهو يصيح فيهم قد خاب القطار يحمل إلى النار سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إذا بلغ بنو أبى العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا فقتلوه فقرا وجوعا وضرا وصبرا.
وعن أبي خديجة الجمال عن أبي عبد الله " ع " قال دخل أبو ذر على رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جبرئيل " ع " فقال جبرئيل من هذا يا رسول الله قال صلى الله عليه وآله أبو ذر قال اما انه في السماء أعرف منه في الأرض، وسأله عن كلمات يقولهن إذا أصبح قال فقال يا أبا ذر كلمات تقولهن إذا أصبحت فما هن قال أقول يا رسول الله اللهم إني أسألك الأيمان بك والتصديق بنبيك والعافية من جميع البلاء والشكر على العافية والغنى عن الناس.
وعن موسى بن بكير قال: قال أبو الحسن " ع " قال أبو ذر من جزى الله عنه الدنيا خيرا فجزاها الله عنى مذمة بعد رغيفي شعير أتغدى بأحدهما وأتعشى بالآخر وبعد شملتي صوف أنزر بأحدهما وارتدى بالأخرى.
(قال) وقال إن أبا ذر بكى من خشية الله حتى اشتكى عينيه فخافوا عليهما فقيل له يا أبا ذر لو دعوت الله في عينيك فقال انى عنهما لمشغول وما عناني أكثر فقيل له وما شغلك عنهما قال العظيمتان الجنة والنار.
(قال) وقيل له عند الموت يا أبا ذر مالك قال عملي قالوا نسألك عن الذهب والفضة قال ما أصبح فلا أمسى ولا أمسى فلا أصبح لنا كندوج فيه حرمتا عنا سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول كندوج المرء قبره.
قال المؤلف الكندوج بفتح الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وبعد الواو جيم شبه المخزن لفظ معرب.