وليت رددتك إلى مولاك الأول. فلما مات المقداد (رض) قام عثمان على قبره فقال إن كنت وان كنت، وأثنى خيرا. فقال الزبير شعرا:
لأعرفنك بعد الموت تندبني * وفى حياتي ما زودتني زادي فقال عثمان: تستقبلني بمثل هذا يا زبير فقال ما كنت أحب أن يموت مثل هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وهو عليك ساخط.
وأخرج الشيخ الطوسي في (أماليه) باسناده عن لوط بن يحي قال:
حدثني عبد الرحمن بن جندب قال: لما بويع عثمان سمعت المقداد بن الأسود الكندي يقول لعبد الرحمن بن عوف والله يا عبد الرحمن ما رأيت مثل ما أتى إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم: فقال له عبد الرحمن وما أنت وذاك يا مقداد؟
قال والله إني لأحبهم لحب رسول الله صلى الله عليه وآله إياهم ويعتريني وجد لا أبثه لشرف قريش على الناس بشرفهم واجتماعهم على نزع سلطان رسول الله من أيديهم، فقال له عبد الرحمن ويحك والله لقد أجهدت نفسي لكم. فقال له المقداد والله لقد تركت رجلا من الذين يأمرون بالحق وبه يعدلون، أما والله لو أن لي على قريش أعوانا لقاتلتهم قتالي إياهم يوم بدر وأحد فقال له عبد الرحمن ثكلتك أمك يا مقداد لا يسمعن هذا الكلام منك الناس أما والله إني لخائف أن تكون صاحب فرقة وفتنة قال جندب فأتيته بعد ما انصرف من مقامه فقلت يا مقداد أنا من أعوانك فقال رحمك الله أن الذي نريد لا يغنى فيه الرجلان والثلاث فخرجت من عنده وأتيت علي بن أبي طالب " ع " فذكرت له ما قال وقلت فدعى لنا بخير.
(وروى) عن الشعبي قال لما بايع عبد الرحمن بن عوف عثمان بن عفان لقيه المقداد من الغد فأخذ بيده وقال إن كنت أردت بما صنعت وجه الله فأثابك الله ثواب الدنيا والآخرة، وإن كنت إنما أردت الدنيا فأكثر الله مالك فقال عبد الرحمن اسمع رحمك الله إسمع؟ قال لا أسمع وجذب يده ومضى حتى دخل