المشهورة التي أوصاه بها رسول الله حين قال له يا رسول الله بابى أنت وأمي أوصني بوصية ينفعني الله بها فقال نعم وأكرم بك يا أبا ذر انك منا أهل البيت وإني موصيك بوصية فاحفظها فإنها جامعة لطرق الخير وسبله فإنك ان حفظتها كان ذلك بها كفيلا ثم ذكر الوصية ولولا طولها وما اشترطنا على أنفسنا من الاختصار في هذا الكتاب لأوردناها.
(روى) عن النبي من أراد ان ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى زهد أبي ذر.
وأخرج أبو نعيم في حلية الأولياء عن زيد بن وهب وأبو علي المحمودي المروزي في أماليه انه قال صلى الله عليه وآله ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، وفى رواية الترمذي أصدق وأوفى من أبي ذر شبيه عيسى بن مريم ثم قال عمر بن الخطاب كالحاسد يا رسول الله أفنعرف ذلك له فقال نعم فاعرفوه، وفى رواية المحمودي يعيش وحده ويموت وحده ويبعث وحده ويدخل الجنة وحده.
(وروى) عن الإمام الحسن بن علي العسكري " ع " قال حدثني أبي عن أبيه عن آبائه " ع " ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان من خيار أصحابه عنده أبو ذر الغفاري فجاء ذات يوم فقال يا رسول الله ان لي غنيمات قدر ستين شاة أكره ان أبدوا فيها وأفارق حضرتك وخدمتك وأكره ان اكلها إلى راع فيظلمها ويسئ رعايتها فكيف أصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ابدأ فيها فبدا فيها فلما كان اليوم السابع جاء إلى رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أبا ذر فقال لبيك يا رسول الله قال ما فعلت غنيماتك قال يا رسول الله لها قصة عجيبة فقال ما هي قال يا رسول الله بينما انا في صلاتي إذ عدا الذئب على غنمي فقلت يا رب غنمي فأخطر الشيطان ببالي يا أبا ذر ان عدا الذئب على غنمك وأنت تصلى فأهلكها ما يبقى لك في الدنيا ما تعيش به فقلت للشيطان يبقى وجه الله والايمان بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله