من الله أفلا كنت آذنتني فتوقظ صاحبينا فيصيبان منها معنا، فقلت والذي بعثك بالحق إذ أصبتها وأصبتها معك لا أبالي من أخطأته من الناس.
قال ابن مسعود: لقد شهدت من المقداد مشهدا لان أكون صاحبه أحب إلى مما طلعت عليه الشمس وذلك أنه أنى النبي وهو يذكر المشركين، فقال يا رسول الله إنا والله ما نقول كما قال أصحاب موسى لموسى إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ولكنا نقاتل بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن يسارك فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يشرق وجهه لذلك وسره وأعجبه.
(وروى) أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا إلى بريدة قال: قال رسول الله ان الله يحب من أصحابي أربعة أخبرني انه يحبهم وأمرني أن أحبهم، قالوا من هم يا رسول الله؟ قال إن عليا منهم وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد ابن الأسود الكندي.
وقال العلامة رحمه الله في (الخلاصة) كان المقداد ثاني الأربعة عظيم القدر شريف المزلة جليلا من خواص علي عليه السلام.
وأخرج الكشي عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو جعفر " ع " ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبو ذر والمقداد، قال فقلت فعمار؟ فقال قد كان حاص حيصة ثم رجع ثم قال " ع " ان أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد.
وفى رواية: ما بقى أحدا إلا وقد جال جولة إلا المقداد بن الأسود فان قلبه كان مثل زبر الحديد.
وعن جميل بن أبي ثابت قال: قال المقداد الأسود أدخلوني معكم في الشورى؟ قالوا: لا قال فاجعلوني قريبا منكم فأبوا قال فإذا أبيتم فلا تبايعوا رجلا لم يشهد بدرا ولا بيعة الرضوان وانهزم يوم أحد، فقال عثمان لان