وإن أسيئ إليهم فامنعوا عنهم ولهم ان يعطوا من بيت مال المسلمين في كل سنة مائة حلة في شهر رجب ومائة في الأضحية ومن الأواني مائة فقد استحق سلمان ذلك منا لان فضل سلمان على كثير من المؤمنين وانزل في الوحي على أن الجنة إلى سلمان أشوق من سلمان إلى الجنة وهو ثقتي وأميني تقى نقى ناصح لرسول الله والمؤمنين وسلمان منا أهل البيت فلا يخالفن أحد هذه الوصية فمن خالفها فقد خالف الله ورسوله وعليه اللعنة إلى يوم الدين ومن أكرمهم فقد أكرمني وله عند الله الثواب ومن آذاهم فقد آذاني وانا خصمه يوم القيامة وجزاؤهم جهنم وبرئت منه ذمتي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكتب علي بن أبي طالب بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله في رجب سنة تسع من الهجرة وحضر أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسلمان وأبو ذر وعمار وعتبة وبلال والمقداد وجماعة آخرون من المؤمنين.
قال بعض المؤرخين: ماهاد بن فروخ المكتوب باسمه العهد أبن أخ سلمان الفارسي وهو ماهاد بن فروخ بن بدخشان وعقبه بفارس وهذا العهد في أيديهم إلى الآن وهو مكتوب على أديم أبيض مختوم بخاتم النبي صلى الله عليه وآله وعليه ختم أبى بكر وعثمان والله أعلم. ويستفاد من هذا العهد ان التاريخ كان من زمن النبي صلى الله عليه وآله وهو خلاف المشهور من أن التاريخ بالهجرة إنما وضعه عمر بن الخطاب في أيام خلافته والله أعلم. وقد ورد في شأن سلمان أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام.
فمنها ما رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن عمرو بن عوف عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال: سلمان منا أهل البيت.
قال الشيخ محيي الدين ابن العربي في الفتوحات لما كان النبي صلى الله عليه وآله عبدا محضا أي خالصا قد طهره الله تعالى وأهل بيته تطهيرا وأذهب عنهم الرجس وكلما يشينهم فان الرجس هو القذر عند العرب على ما حكاه القرآن قال تعالى (إنما يريد