قليلون بالنسبة إلى من لا يعينه أو يعين عليه فإنه لم يكن له معين إلا بنى هاشم كالعباس وبنيه وأبى سفيان بن الحرث ومن يخصهم وضعفهم وقلتهم عن مقاومة جمهور الصحابة ظاهر فظن بهم عن الموت لعلمه " ع " انه لو قام بهم لقتلوا ثم لا يحصل له مقصوده.
قال وأعلم أنه قد أختلف الناقلون لكيفية حاله " ع " بعد وفاة رسول الله فروى المحدثون من الشيعة وغيرهم أخبارا كثيرة ربما خالف بعضها بعضا بحسب اختلاف الأهواء منها والذي عليه جمهور الشيعة إن عليا " ع " امتنع من البيعة لأبي بكر وامتنع معه جماعة بنى هاشم كالزبير وأبى سفيان بن الحرث والعباس وبينه وغيرهم وقالوا لا نبايع إلا عليا عليه السلام وإن الزبير شهر سيفه فجاء عمر في جماعة من الأنصار فاخذ سيفه فضرب به الحجر فكسره وحملت جماعتهم إلى أبى بكر فبايعوه وبايع معهم على " ع " كرها.
(وروى) أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثني أبو زيد عمر بن شيبة قال حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثني النضر بن سهيلي قال حدثنا محمد بن عمرو عن مسلمة بن عبد الرحمن قال لما جلس أبو بكر على المنبر كان على والزبير وناس من بنى هاشم في بيت فاطمة " ع " فجاء عمر إليهم فقال والذي نفسي بيده لتخرجن أو لأحرقن البيت عليكم فخرج الزبير مصلتا سيفه فاعتنقه رجل من الأنصار وزياد بن لبيد فدق به فبدر السيف فصاح به أبو بكر وهو على المنبر اضرب به الحجر قال أبو عمرو بن حماس فلقد رأيت الحجر فيه تلك الضربة ويقال هذه ضربة سيف الزبير ثم قال أبو بكر دعوهم فسيأتي الله بهم ونقل أحمد بن عبد ربه في كتاب العقد ان أبا بكر بعث إليهم عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال إن أبوا فقاتلهم فاقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم النار فلقيته فاطمة " ع " فقال يا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا قال نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة.