مولاة له كانت تلى طيبه قد حست لها ربعة عظيمة ممارة طيبا ثم قال عجل بها ويلك فخرجت أسوق بها حتى انتهيت إلى الباب فإذا الفارس قد بلغ عنى فما تركني الحجاب ان تمس رجلاي الأرض حتى أدخلت على عبد الملك وهو يتلظى فقال لي يا ماص كذا وكذا أنت المجيب عن أمير المؤمنين والمتهكم برسله قلت يا أمير المؤمنين ائذن لي أتكلم قال وما تقول يا كذا وكذا قلت ائذن لي جعلني الله فداك أتكلم قال تكلم قلت يا أمير المؤمنين انا أصغر شانا وأقل خطرا ان يبلغ أمير المؤمنين من كلامي ما أرى وهل انا إلا عبد من عبيده نعم قد قلت ما بلغك وأنت تعلم انا انما نعيش في كنف هذا الشيخ وإن الله لم يزل إليه محسنا فجائه من قبلك شئ ما أتاه مثله قط انما طلبت نفسه التي بين جنبيه فأجبت بما بلغك لأسهل الأمر عليه ثم سألني فأخبرته واستشارني فأشرت عليه وها هي هذه قد جئتك بها قال ادخلها ويلك قال فأدخلتها عليه وعنده مسلمة ابنه وهو غلام ما رأيت مثله ولا أجمل منه حين أخضر شاربه فلما جلست وكلمها أعجب بكلامها فقال لله أبوك أمسكك لنفسي أحب إليك أم أهبك لهذا الغلام فإنه ابن أمير المؤمنين قالت يا أمير المؤمنين لست لك بحقيقة وعسى ان يكون هذا لي وجها قال فقام من مكانه ما راجعها فدخل واقبل عليها مسلمة فقال يا لكاع أعلى أمير المؤمنين تختارين قالت يا عدو نفسه أتلومني ان اخترتك لعمر الله لقد قل رأي من اختارك قال ضيعت والله مجلسه وطلع علينا عبد الملك قد ادهن بدهن وارى الشيب وعليه حلة كأنها الذهب وبيده مخصرة يخصر بها فجلس مجلسه على سريره ثم قال أيها لله أبوك أمسكك لنفسي أحب إليك أم أهبك لهذا الغلام قالت ومن أنت أصلحك الله قال لها الخصي هذا أمير المؤمنين قالت لست مختاره على أمير المؤمنين أحدا قال فأين قولك آنفا قالت رأيت شيخا كبيرا وأرى أمير المؤمنين أشيب الناس وأجملهم ولست مختارة عليه ابدا قال دونكها يا مسلمة قال بذيح فنشرت عليها الكسوة والدنانير التي كانت معي وأريته الجواري والطيب قال عافى الله ابن جعفر أخشى ان لا يكون لها
(١٧٩)