بعد أن مات معاوية واستخلف يزيد فأعطاه أربعة آلاف الف فقيل له أتعطي هذا المال كله رجلا واحد فقال ويحكم انما أعطيها أهل المدينة أجمعين فما هي في يده إلا عارية ثم وكل به يزيد من صحبه وهو لا يعلم لينظر ما يفعل فلما وصل إلى المدينة فرق جميع المال حتى احتاج بعد شهر إلى الدين.
ولما وافى الخبر أهل المدينة بقتل الحسين " ع " دخل بعض موالى عبد الله ابن جعفر عليه فنعى إليه ابنيه عونا ومحمدا وكانا قتلا مع الحسين " ع " فاسترجع عبد الله فقال أبو السلاسل مولى عبد الله هذا ما لقينا من الحسين فحذفه عبد الله بنعله ثم قال يا بن اللخناء أللحسين تقول هذا والله لو شهدته لأحببت ان لا أفارقه حتى اقتل معه والله انه لما يسخى بنفسي عنهما ويعزى على المصاب بهما انهما أصيبا مع أخي وابن عمى مواسيين له صابرين معه ثم اقبل على جلسائه فقال الحمد لله عز على مصرع الحسين " ع " ان لا أكن واسيت حسينا بيدي فقد واساه ولداي قال المسعودي في مروج الذهب كان الحجاج تزوج إلى عبد الله بن جعفر حين أملق عبد الله وافتقر من الجود والبذل.
قال المؤلف نزوج ابنته أم كلثوم واختلف أهل السير هل زفت إليه أم لا.
فروى بذيح قال زوج عبد الله بن جعفر ابنته أم كلثوم من الحجاج على ألفي الف في السر وخمسمائة الف في العلانية وحملها إليه إلى العراق فمكثت عنده ثمانية أشهر.
ونقل الزمخشري في ربيع الأبرار قال لما زفت بنت عبد الله بن جعفر إلى الحجاج نظر إليها وعبرتها تجرى على خدها فقال مم بابى أنت وأمي قالت شرف اتضع وضعه شرفت.
قال بذيح مولى عبد الله بن جعفر لما خرج عبد الله بن جعفر إلى عبد الملك ابن مروان خرجنا معه حتى دخلنا دمشق فانا لنحط رحالنا إذ جاءنا الوليد بن عبد الملك على بغلة ومعه الناس فقلنا جاء إلى ابن جعفر ليحييه ويدعوه إلى منزله