المدينة يدانون بعضهم من بعض إلى أن يأتي عطاء عبد الله بن جعفر.
وافتقد عبد الله بن جعفر صديقا له من مجلسه ثم جائه فقال له أين كانت غيبتك قال خرجت إلى عرض من اعراض المدينة مع صديق لي فقال إن اسم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إذا صحبته زانك وإن جفوته صانك وإن احتجت إليه مالك وإن رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها وان كثرت عليه لم يرفضك وإن سألته أعطاك وإن سكت عنه ابتداك.
ومن كلامه ان باهل المعروف من الحاجة إليه أكثر مما بأهل الرغبة منهم فيه وذلك أن حمده وأجره وذكره وذخره وثنائه لهم فما صنعت من صنيعة أو أتيت من معروف فإنما تصنعه إلى نفسك فلا تطلبن من غيرك شكر ما أتيت إلى نفسك.
ويروى هذا الكلام لأبيه جعفر.
وقيل له انك تبذل الكثير إذا سألت وتضايق في القليل إذا توجرت فقال انى أبذل مالي وأصف بعقلي.
ويقال أن أول من صنع الغالية عبد الله بن جعفر.
نقل الزمخشري أنه أهدى لمعاوية قارورة من الغاية فسأله كم أنفق عليها فذكر مالا فقال هذه غالية فسميت بذلك ويحكى انه ضاقت يده في آخر عمره فدعى يوم جمعة وقال اللهم ان كنت صرفت عنى ما كنت تجرى على يدي من الإحسان إلى خلقك فاقبضني إليك فما عاش الا جمعة أخرى.
وقال المسعودي سمع عبد الله بن جعفر يوم جمعة يقول اللهم انك عودتني عادة وعودتها عبادك فان قطعتها عنى فلا تبقني فمات في تلك الجمعة في أيام عبد الملك وصلى عليه أبان بن عثمان بمكة في سنة سيل الجحاف حين بلغ الركن وذهب بكثير من الحاج وقال كثير من المؤرخين توفى بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وله