منك بمكة ثم ضرب الدهر من ضربه وعرضت للتميمي حاجة إلى مكة فدخلها وسأل عن أعز أهل مكة فقيل له عبد المطلب بن هاشم فقال أردت دونه فقالوا ابنه الزبير فقرع على الزبير بن عبد المطلب بابه فخرج إليه فقال إن كنت مستجيرا أجرناك وإن كنت طالب قرى قريناك فأنشأ التميمي يقول:
لاقيت حربا بالثنية مقبلا * والصبح أبلج ضوءه للساري قف لا تصاعدوا كتني ليروعني * ودعا بدعوة معلن وشعار فتركته خلفي وسرت امامه * وكذاك كنت أكون في الاسفار فمضى يهددني الوعيد ببلدة * فيها الزبير كمثل الليث ضاري فتركته كالكلب ينبح وحده * وأتيت قوم مكارم وفخار وحلقت بالبيت العتيق وركنه * وبزمزم والحجر والأستار إن الزبير لما نعى بمهند * عضب المهزة صارم بتار ليث هزبر يستجار ببابه * رحب المباءة مكرم للجار فقال له الزبير أمامي فإنا بنى عبد المطلب إذا أجرنا رجلا لم نتقدمه فمضى قدامه فلقيه حرب فقال التميمي ورب الكعبة ثم شد عليه فاخترط الزبير سيفه ونادى في إخوته فمضى حرب يشتد والزبير في اثره حتى أتى دار عبد المطلب فلقيه خارجا فقال مم يا حرب فقال ابنك قال ادخل الدار فدخل فأكفأ عليه جفنة هاشم التي كان يهشم فيها الثريد وتلاحق بنو عبد المطلب فلم يجترئوا ان يدخلوا دار أبيهم فجلسوا على الباب واحتبوا بحمائل سيوفهم فخرج عبد المطلب فرآهم فسره ما رأى منهم وقال يا بنى أصبحتم اسود العرب ثم دخل على حرب فقال له قم فاخرج فقال يا أبا الحرث هربت من واحد واخرج إلى عشرة فقال هاك ردائي فالبسه فإنهم إذا رأوه عليك لم يهيجوك وكان رداؤه أعطاه إياه ابن ذي يزن فلبسه وخرج فرفعوا رؤسهم فلما رأوا رداء أبيهم نكسوا رؤسهم ومر حرب.
(وروى) المدائني قال قدم عبد الله بن جعفر على يزيد بن معاوية وذلك