سلطانك بحيث علمت فجزاه خيرا وكتب إلى الحجاج يعزم عليه ان يطلقها فطلقها فغدا الناس يعزونه عنها.
وعن عروة ابن هشام بن عروة عن أبيه قال لما تزوج الحجاج وهو أمير المدينة بنت عبد الله بن جعفر أتى رجل سعيد بن المسيب فذكر له ذلك فقال انى لأرجو ان لا يجمع الله بينه وبينها ولقد دعا بذلك داع فابتهل وعسى الله فلما بلغ ذلك عبد الملك بن مروان أبرد البريد إلى الحجاج وكتب إليه يغلظ له ويقصر به ويذكر تجاوزه قدره ويقسم بالله لأن هو قرب منها ليقطعن أحب أعضائه ويأمره بتسويغ أبيها المهر وبتعجيل فراقها ففعل ذلك فما بقى أحد فيه خير إلا سره ذلك فقال جعفر بن الزبير يخاطب الحجاج:
ولولا انتكاس الدهر ما نال مثلها * رجائك إذ لم يرج ذلك يوسف أبنت الصفي ذي الجناحين تبتغى * لقد رمت خطبا قدره ليس يوصف قال بذيح وفد عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان فلما دخل عليه استقبله عبد الملك بالترحيب ثم أخذ بيده فأجلسه معه على سريره ثم سأله فالطف المسألة حتى سأله عن مطعمه ومشربه فلما أنقضت مسائلته قال يحيى بن الحكم أمن خبيثة كان وجهك أبا جعفر قال وما خبيثة قال أرضك التي جئت منها قال سبحان الله يسميها رسول الله صلى الله عليه وآله طيبة وتسميها خبيثة قد اختلفتما في الدنيا وأظنكما في الآخرة مختلفين فلما خرج من عنده هيأ ابن جعفر لعبد الملك هدايا وألطافا. قال الراوي قيل لبذيح ما قيمة ذلك قال قيمته مائة الف من وصائف وكسوة وحرير ولطف من لطف الحجاز قال فبعثني بها فدخلت عليه وليس عنده أحد فجعلت أعرض عليه شيئا شيئا قال فما رأيت مثل إعظامه لكل ما عرضت عليه من ذلك وجعل يقول - كلما أريته شيئا - عافى الله أبا جعفر ما رأيت كاليوم وما كنا نريد ان يتكلف لنا شيئا من ذلك قال فخرجت من عنده وأذن لأصحابه فوالله لبينا انا أحدثه عن تعجب عبد الملك واعظامه لما أهدى إليه إذا بفارس قد