فاستقبله ابن جعفر بالترحيب فقال له لكن أنت لا مرحبا بك ولا أهلا فقال يا بن أخي لست أهلا لهذه المقالة منك قال بلى ولشر منها قال وفيم ذلك قال إنك عمدت إلى عقيلة نساء العرب وسيدة بنى عبد مناف ففرشتها عبد ثقيف يتفخذها قال وفى هذا عتب على يا بن أخي قال وما أكثر من هذا قال والله ان أحق الناس أن لا يلومني في هذا أنت وأبوك أن من كان قبلكم من الولاة ليصلون رحمي ويعرفون حقي وإنك وأباك منعتماني ما عندكما حتى ركبني من الدين ما والله لو أن عبدا مجدعا حبشيا أعطاني ما أعطاني عبد ثقيف لزوجته فإنما فديت بها رقبتي من النار قال فما راجعه بكلمة حتى عطف عنانه ومضى حتى دخل على عبد الملك وكان الوليد إذا غضب عرف ذلك في وجهه فلما رآه عبد الملك قال مالك أبا العباس قال مالي إنك سلطت عبد ثقيف وملكته ورفعته حتى تفخذ نساء بنى عبد مناف فأدركته الغيرة فكتب عبد الملك إلى الحجاج يعزم عليه أن لا يضع كتابه من يده حتى يطلقها فطلقها فما قطع الحجاج عنها رزقا ولا كرامة يجريها عليها حتى خرجت من الدنيا قال وما زال واصلا لعبد الله بن جعفر حتى هلك.
وروى الثقاة من الرواة قالوا لما أكره الحجاج عبد الله بن جعفر على أن يزوجه ابنته وبذل لها من الأموال ما يجل قدره أستأجله في نقلها إليه سنة ففكر عبد الله في الانفكاك عنه فألقى في روعه خالد بن يزيد بن معاوية فكتب إليه يعلمه ذلك وكان الحجاج تزوجها باذن عبد الملك فورد على خالد كتابه ليلا فاستأذن من ساعته على عبد الملك فقيل أفى هذا الوقت قال هو أمر لا يؤخر فاعلم عبد الملك فأذن له فلما دخل قال فيم المسرى يا أبا هاشم قال أمر جليل لم أمن أن أؤخره فتحدث حادثه على فلا أكون قضيت حق بيعتك قال ما هو قال تعلم أنه ما كان بين حيين من العدواة والبغضاء ما كان بين آل الزبير وبيننا قال لا قال إن تزوجي إلى آل الزبير حلل ما كان لهم بقلبي فما أهل بيت أحب إلى منهم قال إن ذلك ليكون قال فكيف أذنت للحجاج ان يتزوج في بنى هاشم والحجاج من