وأعطاه مائه ألف درهم وشهد صفين مع أمير المؤمنين " ع " وأبلى بها بلاء حسنا.
(روى) ابن قتيبة في كتاب (عيون الاخبار) قال: قال أبو الأغر التيمي بينا أنا واقف بصفين إذ مر بي العباس بن ربيعة مكفرا في السلاح وعيناه تبصان من نحت المغفر، كأنهما عينا أرقم وبيده صفيحة يمانية وهو على فرس له صعب فبينا هو يمعثه ويلين من عريكته إذ هتف به هاتف من أهل الشام يعرف بغرار ابن أدهم يا عباس هلم إلى البراز قال العباس فالنزول إذا فأنه أيأس من القفول فنزل الشامي وهو يقول:
ان تركبوا فركوب الخيل عادتنا * أو تنزلونا فانا معشر نزل ونزل العباس أيضا ثم عصب فضلات درعه في عجزته ودفع فرسه إلى غلام أسود يقال له أسلم كأني والله أنظر إلى فلافل شعره ثم دلف كل واحد منهما إلى صاحبه فذكرت قول أبى ذويب:
فتنازلا وتوافقت خيلاهما * وكلاهما بطل اللقاء مخدع فكف الناس أعنة خيولهم ينظرون ما يكون من الرجلين فتكافحا بسيفيهما مليا من نهارهما لا يصل واحد منهما إلى صاحبه لكمال لامته إلى أن لحظ العباس وهنا في درع الشامي فأهوى إليه بيده فهتكه إلى ثندوته ثم عاد لمجاولته وقد أصحر له مفتق الدرع فضربه العباس ضربة أنتظم بها جوانح صدره فخر الشام لوجهه وكبر الناس تكبيرة ارتجت بها الأرض من تحتهم وسما العباس في الناس فإذا قائل يقول من ورائي قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبكم ويتوب الله على من يشاء فالتفت فإذا أمير المؤمنين " ع " فقال يا أبا الأغر من المنازل لعدونا قلت هذا ابن أخيكم هذا العباس بن ربيعة فقال وأنه لهو يا عباس ألم أنهك وابن عباس ان تخلا بمراكز كما وان لا تباشرا حربا قال إن ذلك كان قال " ع " فما عدا عما بدا قال يا أمير المؤمنين أفأدعى إلى البراز فلا أجيب فقال " ع " نعم طاعة إمامك أولى من إجابة عدوك